أربع خطوات لتنصير المسلمين

إفتكار البنداري

أزومة يوصي باكتساب ثقة المسلم قبل دعوته للتنصر اعرفوهم.. انخرطوا في مشاكلهم.. أظهروا لهم محبتكم.. قبل أن تحدثوهم عن الإنجيل، وانتظروا هداية الرب لتحل في أرواحهم وتهديهم إلى طريق يسوع المسيح".. هذه هي معالم الطريق التي حددها المنصر الإنجيلي الغاني جون أزومة، لنجاح جهود التنصير بين المسلمين حول العالم. وتلك الخطوات الأربع أعلنها أزومة المسلم المرتد أمام المؤتمر الدولي الثالث للكنيسة البريسباتينية الإنجيلية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مطلع الأسبوع الجاري، ونشرتها صحيفة "كريستيان توداي" الأربعاء 20-8-2008. وبحسب أزومة -المسئول عن أنشطة الكنيسة الإنجيلية البريسباتينية في غانا- فإن آليات عملية التنصير يجب أن تتغير، مطالبا بالتركيز على عدم إشعار المسلم المراد تنصيره بهذا الهدف منذ البداية "حتى لا ينفر منه ويهرب"، بل يجب أن يشعر بقرب وثقة ومحبة المنصر أولا.

أما الخطوة التالية لها بحسب أزومة: "انخرطوا معهم في شئون حياتهم"، محذرا "المؤمنين المسيحيين" من فرض أنفسهم وهدفهم بشكل لافت على المسلمين؛ "لأن تسليطكم الضوء مباشرة على العين يجعل صاحبها يغلقها بسرعة تلقائية، ويذهب بعيدا عن مصدر الضوء المزعج".

وعلى هذا الأساس "لا تبادروهم بالحديث عن آيات الإنجيل، بل عن آياتهم هم، واستبدلوا كشافات الضوء الساطعة بالفوانيس".

أما الخطوة الثالثة فهي أن تكونوا "شهودا على حياتهم وكأنكم جزء منها"، مستدلا بقصة المرأة السامرية التي ذهب إليها السيد المسيح وهي تشرب من البئر ليخلصها من خطاياها وكأنه ذهب فقط للشرب مثلها، ثم تجاذب معها أطراف الحديث حتى بهرها بمعرفته بكل تفاصيل حياتها وخطاياها ومشكلاتها، فأولته ثقتها، ثم اتبعته.

لكن أزومة نبَّه إلى أنه بعد كل هذه الجهود "لا تنتظروا أن يحدث التغيير في الوقت الذي تحددونه؛ لأنه سيحدث بقوة الروح القدس ومشيئتها"، وهذه هي الخطوة الرابعة: "انتظروا مشيئة الرب.. تسلحوا بالحماس الشديد، والمعرفة العميقة.. ولكن انتظروا أن تعمل الروح القدس عملها".

صلوات أربع

وقبل أن ينهي خطابه، حث أزومة المسيحيين على أن يؤدوا أربع صلوات ليعمَّ الإنجيل العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن أكثر من 80% من المسلمين لم يسمعوا قط عن الإنجيل، حسب قوله.

"الأولى نصلي من أجل أنفسنا لنصل إلى قلوب المسلمين، والثانية نصلي من أجل الأقليات المسيحية بالعالم الإسلامي، والثالثة من أجل أن يفتح الله العالم الإسلامي أمام الإنجيل، أما الرابعة فنصلي من أجل المسلمين أنفسهم لكي يهتدوا".

وأضاف أنه ظل يصلي من أجل عمه المسلم لمدة 15 عاما قبل أن يستجيب له الأخير، ويتحول إلى المسيحية قبل ثلاث سنوات.

وإضافة إلى الجهود الحثيثة التي يدعو أزومة المنصرين إلى اتباعها، قال: إن "العديد من المسلمين يأتون إلى يسوع المسيح (يتنصرون) عبر الرؤى في المنام؛ فالله يحب أحيانا أن يفعلها بهذه الطريقة".

ومضى مخاطبا الحضور: "خذوا طريقكم إلى المجتمعات الإسلامية.. تحركوا إليهم.. وتثقفوا بثقافتهم.. وتحدثوا بلغاتهم.. ولا تنتظروا أن يأتوا إليكم ويتعلموا لغتكم".

وفيما يخص بعض الصعوبات التي يواجهها المنصرون، ومنها رفض منحهم تأشيرات دخول للدول الإسلامية، قال أزومة: إن "الروح القدس لا تحتاج إلى تأشيرة"، وهو ما قابله الحضور بتصفيق حاد.

وتزايدت في السنوات الأخيرة أنشطة الكنيسة البروتستانتية في البلدان الإسلامية بشكل غير علني وغير مباشر.

من أحدث هذه الأنشطة ما نشرته وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" الشهر الماضي حول مساهمة الكنيسة الأمريكية في صياغة بعض تعديلات قانون الطفل المصري، فيما يتعلق بسن زواج الفتيات، والختان، وحقوق الطفل المعاق، وذلك عن طريق منظمة أهلية محلية تعمل في مجال الطفل في مصر تسمى "شبكة معا لتنمية الأسرة".

غير أن مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي للأمومة والطفولة في مصر، نفت تدخل الكنيسة في صياغة القانون الذي أقره مؤخرا مجلس الشعب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، وقالت في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" حينها: إنه "صناعة مصرية 100%".

وتنتمي الكنيسة البريسباتينية أو المشيخية للطائفة البروتستانتية، ويعد التنصير من مبادئها الأولية، وهو حركة دينية سياسية ظهرت إثر فشل الحروب الصليبية في نشر المسيحية بين شعوب العالم الثالث بوجه عام، وبين المسلمين خاصة.