ويطمح مسئولو المسجد في أن يحضر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تدشينه، بحسب المسئولين عن المشروع.
وعلى خلاف العديد من مشاريع المساجد بفرنسا فإن مسجد "كريتاي" يحتوي على مئذنة يعلوها هلال وقبة كما تم تصميمه لكي يراعي جميع المقاييس البيئية، خاصة أن المناطق الخضراء تشرف عليه من كل الجهات تقريبا.
ويطمح المسئولون عن مسجد "كريتاي" الذي جلب له نحاتون مختصون من المغرب الأقصى خصيصا أن يكون مركزا للمحاضرات والدروس الدينية، فضلا عن احتوائه على مرافق عديدة من قبيل حمام ومكتبة.
وطوال السنوات التي بدأ فيها تشييد المسجد تعرض مسئولو "اتحاد المنظمات المسلمة بكريتاي" المشرفة على المشروع -رغم المساندة التي لقوها من رئيس البلدية الاشتراكي- إلى العديد من الصعوبات، خاصة بعد رفض أحد البنوك الفرنسية تلقي أموال التبرعات التي جمعت للمشروع، والتي وصلت إلى 2.7 مليون يورو.
مسجد طال انتظاره
وبالتوازي مع الفرحة الرمضانية لمسلمي مدينة "كريتاي" في الضواحي الجنوبية لباريس هذه السنة، والذين يصل عددهم إلى 20 ألف مسلم من جملة 85 ألفا تضمهم المدينة، فإن مدينة أخرى، وهي مدينة "مونتراي" في الضواحي الشمالية لباريس احتفل مسلموها في الأيام الأخيرة بصدور حكم يمكنهم من بناء مسجدهم الذي طال انتظاره.
وعلى الرغم من أن مسلمي مدينة مونتراي قد وضعوا حجر الأساس لمشروع بناء مسجدهم منذ مارس من العام الماضي فإن نائبة عن اليمين المتطرف في بلدية المدينة قد رفعت دعوى إلى المحكمة الإدارية من أجل منع بناء المشروع بدعوى أن البلدية ساهمت في تمويل مشروع بناء المسجد، وهو ما يعتبر في نظر المحكمة آنذاك إخلالا بمبدأ علمانية الدولة بما يعنيه الفصل بين الدولة والدين، غير أن المحكمة الإدارية أصدرت حكما جديدا تعقيبيا في أواسط شهر أغسطس الجاري تسمح فيه ببناء المسجد بما يعنيه من إلغاء للحكم الأول.
ومن المنتظر أن يمتد مسجد "مونتراي" الجديد، والذي يبدأ تشييده على مساحة تقدر بـ1700 متر مربع، ومن المنتظر أن تصل سعته إلى 700 مصل ومصلية.
ويعتبر المسجد أحد أبرز المشاريع الكبرى التي تحتويها منطقة "سانت سانت ديني" شمال باريس، والتي تعتبر أكبر منطقة يتركز فيها المسلمون في فرنسا بحوالي نصف مليون مسلم.
ويبلغ عدد مساجد فرنسا حوالي 2000، منها حوالي 400 تحمل المواصفات الكاملة للمساجد بمعناها الطبيعي، وأما البقية فهي عبارة عن مرآب للسيارات، ومساحات في الطوابق السفلية للعمارات