علا عطا الله
غزة- وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة اليوم الثلاثاء لإجراء مباحثات مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ومسئولين آخرين الأربعاء بهدف التمهيد لإطلاق حوار وطني شامل لإنهاء الانقسام الداخلي.
وبالرغم من التلاسن الذي تصاعد بين فتح وحماس قبل بدء الحوار، أعرب مراقبون فلسطينيون عن تفاؤلهم بالتوصل إلى نتائج إيجابية في ظل تأكيد كل طرف رغبته في إنجاح الحوار.
ويتألف وفد حماس الذي يرأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق من 18 عضوا بينهم سعيد صيام، ومحمود الزهار، وسعيد صيام، وخليل الحية، ومحمد فرج الغول، ومحمد شمعة، بالإضافة إلى عدد من قيادات الحركة في الخارج ومن بينهم عزت الرشق من دمشق.
وكان من المقرر مشاركة وفد لحماس من الضفة لأول مرة في المحادثات إلا أن إسرائيل منعته من التوجه للقاهرة.
وأكد أيمن طه القيادي في حركة حماس أن قوات الاحتلال منعت رأفت نصيف، وخالد طافش، وعيسى الجعبري، وفرحات أسعد من مغادرة الضفة.
"بدون لاءات"
وفي أحدث تصريحاته بشأن الحوار، أكد القيادي محمود الزهار أن وفد حركته سيعمل على "إنجاح الحوار وإعادة الأوضاع لما كانت عليه، لكن ليس بأي ثمن"، نافيا في الوقت نفسه وضع الحركة "لاءات" أمام الحوار.
وكان القيادي في حركة حماس الدكتور أسامة المزيني تحدث عن لاءات أربعة يحملها وفد حماس إلى القاهرة.
وقال في تصريحات صحفيـة في وقت سابق: "إن حماس لا يمكن لها أن تقبل بتجزئة القضايا الوطنية، وأنها لا تُوافق على حكومة تكنوقراط، إلى جانب رفض إنهاء ولاية المجلس التشريعي قبل الفترة الرسمية، وعدم القبول بالاستفراد بغزة".
لكن الزهار أوضح لوكالة الأنباء الفرنسية أن "القضايا التي ستطرح علينا سنجيب عليها ولا إجابات مسبقة لدينا".
وأضاف: "نحن ذاهبون إلى جلسة استماع... لما بلورته مصر في لقاءاتها مع الفصائل الأخرى وما الذي تريده مصر".
وحول إمكانية عقد لقاءات ثنائية بين فتح وحماس قال الزهار: "الحديث الآن فقط مع مصر".
تهديدات
وعلى جانب آخر، هدد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني باتخاذ إجراءات غير مسبوقة على صعيد السلطة الفلسطينية وذلك عبر إعلان قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس "إقليما متمردا" في حال فشل الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة.
وقال في مؤتمر صحفي بمدينة رام الله في الضفة الغربية: "نؤكد أن حوار القاهرة فرصة أخيرة أمام إنهاء الانقسام الداخلي وإنهاء الانقلاب في قطاع غزة ونحذر من اتخاذ خطوات لا نرغب بها في حال فشل هذه الفرصة مجددا واستمرار الانقلاب".
وأضاف قائلا: "إن الحوار مع حماس لن يبدأ قبل توقيع اتفاق بإنهاء حالة الانقسام".
وتابع الأحمد بالقول: "إن ذلك ليس شرطا تقدمه حركته بل موقف كل الفصائل الفلسطينية التي وقعت على ذلك".
وشدد على أن حركة فتح ذهبت إلى مصر دون أي شروط وهي تحرص كل الحرص على إنجاح فرصة الحوار وهي تتوافق مع القيادة المصرية وجميع الفصائل الفلسطينية بضرورة إنهاء الانقسام الداخلي وحل الأزمة الداخلية بالتراجع عن الانقلاب".
وفي المقابل، انتقدت حركة حماس تصريحات الأحمد، وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريحات صحفية: "واضح أن كلام الأحمد مليء بالافتراءات والتضليل والمتناقضات ووأضح أن حركة فتح تحمل أجندة تيار فيها وتريد أن تفرضه على الفصائل الفلسطينية لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة".
وقال برهوم: إن ما طرحه الأحمد "عبارة عن شروط لتيار معين في حركة فتح" دون أن يسمي أشخاصا بعينهم.
وحول تلويح الأحمد بعزلة القطاع وإعلانه إقليما متمردا والتلويح بعزلة عربية، قال المتحدث باسم حماس: "إن كل هذه المحاولات لن تنجح في ابتزاز المواقف منا".
تفاؤل بالحوار
وبرغم هذا التلاسن بين الحركتين أعرب عدد من الخبراء والمحللين لـ"إسلام أون لاين" عن تفاؤلهم برغبة الجانبين في إنجاح الحوار.
فمن جهته، استبعد المحلل والكاتب السياسي طلال عوكل فشل الحوار قائلا: "إنه على الرغم من تصريحات كل طرف وتشكيكه بنوايا الطرف الآخر فإن الحوار لن يفشل.. قد يتعثر وتظهر قضايا شائكة وعقبات، ولكن لا يُمكن لكل طرف أن يُعلن فشل الحوار؛ لأن فشله يعني أننا ذاهبون لحرب أهلية وهـوة عميقة يصعب ردمها".
وتوقع عوكل أنّ تقبل حركة حماس بتمديد ولاية الرئيس عباس التي تنهي في يناير المقبل على الرغم من رفض المجلس التشريعي الذي تستحوذ فيه حماس على الأغلبية لهذا التمديد.
لكن: "على حركة حماس أن تذهب للقاهرة دون أن تضـع في جعبتها شروطا مُسبقـة".
ومن جانبه قال رائـد نعيرات المُحلل السياسي: "إن حركة حماس ستعمل بكل ما أوتيت من أجل أن ينجـح الحوار". لافتا إلى أن الحركة تنظر للحوار على أنه "قضية مركزية وجوهرية لحل الصراع".
وبدوره قال مصطفى الصـواف رئيس تحرير صحفية فلسطين اليـومية: "إن تأكيد الرئيس المصري محمد حسني مبارك أن القاهرة راعية الحوار الفلسطيني - الفلسطيني تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف الفلسطينية، أضاف جوا من الثقة بالموقف المصري من قبل فرقاء فلسطين وتحديدا حركة حماس"، مشيرا إلى أن ذلك سيساعد في إنجاح الحوار الوطني. |