|
|
|
 |
| النساء الشاهدات بعد عقد القران | عمران علي ونايش حسن.. شاب وفتاة هنديان أشرف على زواجهما من الألف إلى الياء نساء.. فعاقد القران امرأة، وشهود العقد أربع نساء، وحضور حفل الزفاف غالبيتهن من النسوة.
هذا العرس وصفته يومية "إم إس بي سي" الهندية بالأول من نوعه في الهند، وأثار جدلا واسعا لا يزال متواصلا في أوساط مسلمي الهند، فبينما أشادت به جماعات نسوية، اعتبره بعض رجال دين، وأساتذة جامعة تحديا صريحا للدين.
وعن المراسم التي تمت في مدينة لوكناو، ذات الغالبية المسلمة شمالي الهند، قالت الصحيفة إن زواج عمران (41 عاما) من نايش (28 عاما)، يختلف عن كل الزيجات السابقات. |
كما عقد القران امرأة، ولم يشهد الأمر رجل واحد باستنثاء العريس، أما حفل الزفاف فالغالبية العظمى من حضوره كانت من النساء.
الهيمنة الذكورية
وسارعت ناشطات حقوقيات إلى حضور العرس، وأعربن عن سعادتهن بهذه الخطوة، معتبرات أنها "خطوة رمزية للأمام في صالح المرأة الهندية المسلمة".
ومنذ فترة ليست بالبعيدة، تسعى مجموعات من المسلمين، تصفها الصحيفة بالليبرالية، إلى تحدي ما تعتبره "هيمنة ذكورية تقليدية على المجتمع تستأثر بالإسلام"، وفقا للصحيفة الإثنين 18-8-2008.
ففي عام 2005، أسست مجموعة من النساء "مجلس القانون الشخصي للنساء في الهند" بموازاة مجلس آخر يرأسه الرجال، وتقول بعض الناشطات إنه لا يعطي المرأة حقها الكامل، كما لا يساعدهن في حماية حقوقهن.
وفي مطلع العام الجاري، قامت شايستار أمبار رئيسة المجلس الذي يضمّ حاليا أكثر من ألف عضو، بإمامة مجموعة من النساء في صلاة جماعة بالمسجد الكبير في مدينة لوكناو، بعد أن انتهى الرجال من صلاتهم.
تحد للدين
وتوالت انتقادات شديدة اللهجة لهذه الزيجة والقائمين عليها، حيث هاجم رجال دين وأساتذة جامعيون ما جرى.
فمن معهد دار العلوم شمالي الهند، والذي يقصده كثير من مسلمي الجنوب، وصف أحمد خضر شاه مسعودي المدرس في المعهد هذا الزواج ومراسمه بأنه "استهزاء صارخ بالشريعة الإسلامية".
كما قالت مجموعة "اتجاه" الإسلامية في لوكناو، وهي تجمع لرجال الدين: إن "الزواج باطل وفقا لنصوص الشريعة الإسلامية".
وردّت العروس -المنتمية لإحدى المجموعات النسائية الساعية لتحقيق أدوار أكبر للمرأة المسلمة- على من انتقدوا طريقة زواجها قائلة: "لا يهمني ما يُقال، الإسلام يعلمنا أنه لا يوجد وسيط بين الله وعباده، لماذا يتدخل رجال الدين في حياتنا؟!".
شهادة المرأة
وإن كان ليس جديدا أن تعقد امرأة القران، فإن شهادة أربع نسوة عليه أمر غير مألوف، علق عليه الدكتور محمد البنا مدير النطاق الشرعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت"، بالقول: إن "جمهور العلماء يرون أنه لا تجوز شهادة النساء في الحدود، ولا النكاح، ولا الطلاق بموجب الوارد في كتاب الأموال لأبي عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مضت السنة أنه لا تجوز شهادة النساء في العقود ولا النكاح ولا الطلاق)".
بينما يرى الأحناف -بحسب د. البنا- أنه تجوز شهادة رجل وامرأتين على كل العقود للإطلاق الوارد في قوله تعالي: {فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282].
وتابع قائلا: "أما أن ينفرد أربع نسوة بالإشهاد على أمر واحد فهذه المسألة لم يقل بها السابقون، وتحتاج إلى اجتهاد كبير في مبلغ علمي".
معلوم أن الهندوسية هي السائدة بين سكان الهند البالغ عددهم نحو مليار نسمة، بينهم حوالي 140 مليون مسلم. | 
