إعرف ما لله عندك – تعرف مالك عند الله عز وجل
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
إن كمال الإنســــان ومداره على أصلين :-
1- معرفة الحق من الباطل.
2- إيثار الحق على الباطل.
وما تفاوتت منازل الحق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين وهما اللذان أثنى الله تعالى – سبحانه على أنبيائه عليهم الصلاة والســــلام في قوله تعالى :-
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)
فالأيدي : القوة في تنفيذ الحق , والأبصار : البصائر في الدين , فوصفهم بكمال إدراك الحق , وكمال تنفيذه , وانقسم النـــاس في هذا المقام ..... إلخ
( مفتاح دار الســــعادة )
فبين ضرورة المعرفة المطلوبة التي تؤدي إلى العلم الشـــرعي , ودعا إلى إبرازها لتوثيق عراها ولإخراس الباطل – وعد ذلك قوة وشرفاً يــعود إلى صاحبها
يقول رسول الله صلى الله عليــــــه وسلم :-
من أراد أن يعلم ماله عند الله – جلّ ذكره , فلينظر ما لله عنـــــده
حديث حسن لغيره – الصحيحة – 2310
ولو أكملنا ما أحب – ابن القيم الاستدلال به – لما في ذِكر ذلك من حسن المآل – فإن ما بعدها من الآيات تحكي الجزاء وهو من جنس العمل وتبين سببا قبل كل ما ذكر وهو توفقه للنيـــة الخالصة فقال إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) فهؤلاء علموا ما يريده الله منهم واطمأنوا إلى المنتظر عنده فأمِنوا وأمّنوا وما دامت حاجة الإنســــــان إلى تأمين نفسه – طبيعة تفرضها عليـــــه ذاته الضعيفة – كيف لا وهي مساقة إلى الهلاك – فلابد من مقتضيات السلامة وهي ولله الحمد ( كالبيضاء ليلها كنهارها سواء لا يزيغ عنها إلا هالك ) حديث صحيح – السنة لإبن ابي عاصم - 48
فالحمدلله أولا وأخرا وظاهرا وباطنا
كتبـــه / القـــوز- أبو بلال |