قيس أبوسمرة
رائد صلاح ممنوع من الاقتراب من الأقصى منذ 18 شهراً مع ثاني رمضان يمر عليه وهو ممنوع من دخول المسجد الأقصى، وبعد أيام قلائل من إغلاق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي يرأسها، شدد الشيخ رائد صلاح على تمسكه بـ"حقه الأبدي" في دخول أولى القبلتين وقتما شاء، مذكراً بأن قرار الحظر لا يستهدفه وحده وإنما يطبق على مليار ونصف المليار مسلم حول العالم يحول الاحتلال الإسرائيلي بينهم وبين زيارة ثالث الحرمين منذ 1967. وفي حديث خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" أكد صلاح استمرار مسيرة البيارق، وزيادة عدد حافلاتها التي تقل الفلسطينيين من أنحاء فلسطين المحتلة عام 48 إلى المسجد الأقصى من 30 إلى 60 حافلة يوميا أثناء شهر رمضان المبارك. وأضاف: "ونحن على أبواب رمضان وبرغم إغلاق الاحتلال لمؤسسة الأقصى فإننا لن نتراجع عما بدأناه، وسنقدم كما في الأعوام السابقة وجبات الإفطار والسحور للمصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى، فضلا عن سلسلة مكثفة من الدروس الدينية التي أعددناها لإحياء هذا الشهر الكريم بالمسجد المبارك". وتابع صلاح الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة و أصدرت قرارا بمنعه من دخول المسجد الأقصى على خلفية احتجاجه على هدمها طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الأقصى في فبراير 2007: "ونحن مستعدون بشكل خاص لإحياء ليلة القدر ببرامج إيمانية ودعوية خاصة وزيادة عدد وجبات الإفطار والسحور، وكذلك ليلة عيد الفطر إن شاء الله". وكانت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية قد داهمت مقر مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي يرأسها الشيخ رائد صلاح في مدينة "أم الفحم" فجر الأحد الماضي 24-8-2008، واستولت على كل الوثائق والخرائط الخاصة بمدينة القدس والمسجد الأقصى، قبل أن تغلق المؤسسة؛ بدعوى عدم قانونية أنشطتها، ووجود صلات لها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس". رمضان الداخل واستطرد صلاح واصفا أوضاع فلسطينيي 48 في شهر رمضان قائلا: "في هذا الشهر تنشط لجان جمع الزكاة وصدقة الفطر، ونوزع ما نجمعه على العائلات المستورة (المحتاجة) في كل قرية ومدينة في الداخل الفلسطيني، خاصة منطقة النقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة)". وتابع: "كما يزداد النشاط الإغاثي والتكافلي مع أهلنا في الضفة وقطاع غزة، وهو ما جرت عليه العادة منذ الانتفاضة الأولى حتى الآن، ويشمل ذلك زيارات المرضى في المستشفيات، وتخصيص إفطارات لتكريم عائلات الأسرى السياسيين الذين نجتهد أيضا لننظم لهم زيارات خاصة". ولفت صلاح إلى تمسك فلسطينيي الداخل في السنوات العشر الأخيرة بالعبادات والطاعات من صيام وقيام واعتكاف، والحرص على إحياء ليلة القدر وصلة الأرحام وغيرها في رمضان. مرابطون بالقدس وبكلمات أصر على توجيهها لوجدان الأمة الإسلامية ذكّر صلاح المعروف بـ"شيخ الأقصى": "لست وحدي الممنوع من دخول الأقصى، فالأمة الإسلامية كلها والعالم العربي والشعب الفلسطيني ممنوعون أيضاً، وهذا يعني بلغة الأرقام مليار ونصف مليار مسلم". واستطرد: "وكل هذا بسبب غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وظلمه المستمر، وهذا المنع شر كبير لن يزول عني ولا عن بقية المحرومين إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي ذاته". وأكد صلاح: "إننا لا نعترف بأي منع إسرائيلي، ونتمسك بحقنا الأبدي في دخول المسجد الأقصى في الوقت الذي نحدده، ولن أتردد ثانية واحدة في القيام بذلك، وليكن ما يكون". وشدد: "سنبقى مرابطين في القدس وأكنافها، وسنواصل شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، بأكبر عدد ممكن من أهلنا عبر مسيرة البيارق صباحا ومساءً، لنمثّل في حضورنا وبتواجدنا درعا بشريا أمام كل الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف، إلى أن يأذن الله بزوال الاحتلال". وأضاف: "لقد أغلقت قوات الاحتلال مؤسسة الأقصى فجر الأحد الماضي، ولكن هذا لن يوقف عملنا لحماية أقصانا ومقدساتنا الإسلامية من اعتدءات الاحتلال المتكررة عليها". واستدرك منحيا باللائمة على ما اعتبره "تقصيرا" من الأمة تجاه مسجدها الأقصى قائلا: "بعد مئات النداءات والاستغاثات التي وجهناها للأمتين العربية والإسلامية باسم الأقصى والقدس الشريف ماذا قدموا للأقصى؟!". واختتم الشيخ رائد صلاح حديثه الهاتفي لمراسل "إسلام أون لاين.نت" بتمنيه أن يكون شهر رمضان المبارك في هذا العام هو شهر الوحدة وإنجاح الحوار الفلسطيني/الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وتحدياته. |