|
|
|
الشيخ القرضاوي أثناء الندوة | القاهرة - ناشد الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين- السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي قبل شهر رمضان المبارك حتى تتمكن الجهات الإغاثية والمساعدات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة المحاصر.
وخلال ندوة نظمها مساء الجمعة 22-8-2008 اتحاد الأطباء العرب بالتعاون مع معهد الفكر العربي تحت عنوان "رمضان وإحياء الأمة" قال القرضاوي: "نناشد السلطات المصرية فتح معبر رفح من أجل رمضان حتى تتاح الفرصة لهؤلاء الجائعين (في غزة) أن يشبعوا، ولهؤلاء العطشانين أن يرتووا".
وأشار القرضاوي إلى أهمية فتح المعبر قبل شهر رمضان حتى تتمكن الهيئات الإغاثية من إدخال المعونات لأهالي القطاع، والتي بلغت قيمتها في مصر وحدها 10 ملايين جنيه (1.6 مليون دولار)، بحسب اتحاد الأطباء العرب. |
وقبل أن يكمل الدكتور القرضاوي كلامه في هذا السياق، ضجت القاعة بتصفيق الحضور الذين تكدسوا داخل القاعة الكبرى باتحاد الأطباء، والتي تستوعب ما يقرب من 1500 زائر، بينما وصل عدد الحضور لأكثر من ألفي زائر.
فقد امتلأت القاعة بالحضور من الرجال والنساء المحجبات –بعضهن يحملن أطفالهن إلى جانب أعداد كبيرة من الفتيات- قبل موعد الندوة، وذلك حتى يتمكنوا من إيجاد مقاعد قريبة من "فضيلة الشيخ" على حسب تعبيرهن.
وعلى أطراف القاعة اصطف الشباب بعد أن افترش العشرات ساحات المرور داخل القاعة في انتظار دخول القرضاوي، وبمجرد دخول القرضاوي، وتقديم الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين لكلمته أخذ الجميع في التدوين خلفه.
وخارج القاعة، جرى تكثيف التواجد الأمني حول مقر نقابة الأطباء في وسط القاهرة، دون أن يحدث ما يعكر أجواء الندوة.
الحاضر الغائب
ورغم أن عنوان الندوة تمحور حول كيفية استغلال شهر رمضان لإحياء الأمة الإسلامية، إلا أن فلسطين مثلت الحاضر الغائب داخل الندوة، حيث كرر د. القرضاوي إجازته لإخراج زكاة المال والفطر لدعم أهالي فلسطين، ورفع الأذى عنهم، مشددا على أن دعم فلسطين فرض على كل مسلم ينتمي لدار الإسلام.
وفي استجابة سريعة لكلمة القرضاوي التي كان لها أثر بالغ في نفوس الحضور، توجه الكثيرون منهم إلى صناديق التبرعات الزجاجية بنهاية القاعة للتبرع لأهالي غزة.
وتعاني غزة من حصار الاحتلال منذ أكثر من عام بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو من العام الماضي، ورغم توصل حماس في يونيو 2008 لاتفاق تهدئة مع إسرائيل يقضي بفتح معابر القطاع بما فيها معبر رفح، فإن إسرائيل لا تسمح إلا بفتح معابر القطاع التجارية معها؛ لدخول كميات محدودة من الوقود والبضائع، ومن وقت لآخر تغلق هذه المعابر التجارية أيضا.
ملامح منهج
وفي انتقاله لموضوع الندوة تحدث القرضاوي عن "إحياء الأمة في رمضان" من خلال منهج عملي، حدد ملامحه في ضرورة تحقيق الإيمان بالله، والمعرفة الحقيقية بشريعته، واستثمار الحسنات في ذلك الشهر.
كما دعا إلى التوحد والتعاون بين شعوب الأمة قائلا: "الحل هو الوحدة والرجوع لمنهج الله تعالى، وأرى أن رمضان فرصة لتذكير الأمة بأنها أمة واحدة، وعلى الجميع خاصة الشباب أن ينتهز هذه الفرصة".
وأشار إلى أن: "العالم اليوم ينادي بالتكتل، ونحن نرى الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية، في حين تزداد الأمة الإسلامية والعربية تشرذما وتفككا".
نعم لموائد الرحمن
ومن شدة الحر نظرا للزحام بطوابق القاعة، رفع القرضاوي عمامته عن رأسه ليكمل الندوة بحديث عن سمات الأمة الإسلامية، قائلا إن: "الأمة تتحلى بالوسطية، وتجمع بين المثالية والواقعية.. والخيرية".
واعتبر وحدة الأمة سمة أساسية من سماتها، معتبرا أن "الوحدة والتضامن العربي والإسلامي هما السبيل لخروجنا من كبوتنا من التصنيفات العالمية بأننا أمة متخلفة أو نامية".
الوحدة التي يقصدها القرضاوي لم تقتصر على مستوى الأمة، وإنما تمتد أيضا لداخل المجتمع الواحد؛ حيث اعتبر أن رمضان فرصة للتكافل المجتمعي، مرحبا بموائد الرحمن وانتشارها، حتى وإن كان من يقيمها فنانون "فالله سبحانه وتعالي هو الذي سيعذبهم على سيئاتهم، ويجازيهم على حسناتهم".
وعلى مدار ساعة التي هي عمر الندوة ربط القرضاوي بين الأمة وسماتها وكيفية استغلال شهر رمضان كنوع من التدريب العملي على تجميع الأمة مستشهدا بنصر القوات المصرية – العربية في حرب العاشر من رمضان لسنة 1973.
واختتم القرضاوي حديثه بالدعوة للتجديد وفتح باب الاجتهاد، مشددا على أن الإسلام "لن يستطيع أن ينتصر على أعدائه بدون ذلك، ولكن من قبل علماء لا يميلون لأهواء التغريب الغربي أو الصهيوني".
وخلال الندوة وصل للدكتور القرضاوي أكثر من 200 سؤال، إلا أن حالته الصحية أعاقت الإجابة عليها، إلا أنه وعد الحضور بالإجابة عليها من خلال موقعه الإلكتروني.
وفي أعقاب الندوة تدافع العشرات نحو المنصة التي توسطها الشيخ بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس الاتحاد، والدكتور هشام الحمامي رئيس معهد الفكر في محاولة لمصافحة الشيخ، وتقبيل رأسه، أو التصوير بجواره، بينما اكتفت بعض الفتيات بمطالبته بالدعاء لهن.
ومن المقرر أن يتوجه القرضاوي إلى الدوحة يوم الإثنين بعد زيارة قصيرة إلى القاهرة.
|