بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمي المرسل رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .... وبعد :
فقد انتشر في بعض الرسائل الالكترونية وأجهزة الجوالات تنبيها إلى سنة متروكة !! وهي : التكبير عند ارتقاء سلم أو مصعد – ونحو ذلك، استنباطا من الحديث الذي يرويه البخاري وغيره عن جابر – رضي الله عنه - : (( كنا إذا صعدنا كبرنا ، وإذا نزلنا سبحنا )) ، وفي سنن أبي داود عن ابن عمر – رضي الله عنهما – : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا )) وهو صحيح بشواهده.
فأقول وبالله التوفيق :
الظاهر أن وضع هذه السنة في كل صعود وبالتالي في النزول – في كل وقت أو مكان – أمر فيه تكلف ظاهر، يأباه القياس الصحيح - والله أعلم - وذلك لأسباب :
أولا – يشبه الخبر المقصود أن يكون فيه انتقال ظاهر ( كسفر أو رحلة إلى خارج المدينة ).
ثانيا – أن دواعي الصعود والنزول – كحال معتاد – أمر تلقائي لا ينفك عنه الإنسان في تنقلاته اليومية المتكررة والمعهودة ، فلو كانت هذه سنة ملازمة له لظهرت في أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعال صحابته و لجاءت في وصف بعضهم بعضا إذا رقى أحدهم شيئا أو هبط منه !! ، والقاعدة تقول : (( تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز )) ، كما أن في ذكر الخبر ما يشير إلى وصفهم أنهم إذا استقبلوا شرفا - أو ثنية - وهذا أمر غير معهود ولا تلقائي المجاورة !!.
ثالثا – وذلك يعني أنه في السفر استشعار الأمر العظيم والاستعداد له وأنه مهما عظم وكبر فالله – جل وعلا – أكبر وأعظم للإسراع إليه والاستعانة به – جل وعلا- في تجاوزه.
رابعا – لذا فان ركوبك الدابة أو اختيار مرتفع للجلوس عليه أو قفزك أو تسلقك الجدار شيء وركوبك الدابة للسفر - فتتعرف على آلاء الله تبارك وتعالى وعجائبه فتبهرك أرجاءها وتستشعر حقارتك وحجمك بينها - شيء آخر.
وأخيرا – فان الأقرب إلى أحياء السنة في مثل هذه المواطن ، أن يقول : بسم الله عند الشروع في أي أمر يبتدئ فيه ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ عند شروعه لمثل هذه الأحوال بالبسملة.
هذا والله وتعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وسبحانك اللهم وبحمدك - أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه
أبو بلال غسان بن عبد الحميد القوز
8/2/1430 هـ |