|
ولاياتي (يمين) والقرضاوي أعربا عن سعادتهما باللقاء | الدوحة - عناق وسلام بين د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية وعشاء جمع بينهما وجمد على ما يبدو سجالا ساخنا استمر أياما بين علماء السنة والشيعة.
السلام والعناق تم ليلة الأحد بفندق شيراتون الدوحة على مرأى ومسمع من قرابة 300 شخصية من مختلف ألوان الطيف السياسي والديني والمذهبي دعيت إلى حفل استقبال المؤتمر السادس لمؤسسة القدس، وبدت على وجوهها علامات الارتياح والبهجة.
عقب العناق الحميم استمع القرضاوي لرسالة شكر شفوية من مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي أبلغها له ولاياتي.
وقال ولاياتي للقرضاوي –رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس- حيث جلسا متجاورين على مائدة واحدة: "أبلغكم تحيات مرشد الثورة الإسلامية ووافر شكره".
وتابع قائلا: "عندما وصلت الدعوة منكم –لحضور المؤتمر- استشرت سماحته فأمرني أن أشارك في المؤتمر ويسعدني أن أحضر هذا المؤتمر المهم تحت إشرافكم".
ووجه القرضاوي الشكر لولاياتي بقوله: "نحن سعداء بمشاركتكم ونعتبر المؤتمر للأمة الإسلامية كلها عربها وعجمها، سنتها وشيعتها".
أجواء إيجابية
وتبادل الشيخ القرضاوي كلمات الترحيب عبر مترجم إيراني طوال حفل الاستقبال مع علي أكبر ولاياتي حيث جلسا متجاورين على مائدة واحدة.
وكان معهما على نفس المائدة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحارث الضاري رئيس جبهة علماء المسلمين بالعراق، والأب عطا الله حنا مطران القدس، وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ود.محمد هداية نور وحيد رئيس مجلس الشورى الإندونيسي، والشيخ فيصل مولوي أمين الجماعة الإسلامية في لبنان، ومعن بشور المفكر القومي، والشيخ حميد عبد الله حسين الأحمر من اليمن، وعدد من قيادات مؤسسة القدس.
وكان حضور مشعل والضاري مفاجئا خلال حفل الاستقبال حيث لم يعلن عنه من قبل.
وافتتح القرضاوي مساء السبت حفل استقبال المؤتمر السادس لمؤسسة القدس الدولية الذي تستضيفه قطر وتشارك فيه قرابة 300 شخصية من 46 دولة.
ووجه الشكر لأمير قطر وللحكومة القطرية على استضافتها المؤتمر و"مناصرتها الدائمة للقضية الفلسطينية".
قضية الأمة
وأكد د. القرضاوي في كلمة موجزة افتتح بها الحفل أن "قضية فلسطين هي قضية الأمة الكبرى باستمرار حتى يأذن الله بتحريرها".
وشدد على أن "القدس قضية كل العرب مسلمين ونصارى، وقضية كل المسلمين سنة وشيعة، وقضية كل الأحرار والشرفاء الذين يقاومون كل غزو ظالم وكل احتلال غاشم وكل عدوان آثم".
وبشر بأنه سيأتي اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين والقدس كما تحررت قبل ذلك من الصليببين، وقال: "إن هذا اليوم لآت وإن غدا لناظره قريب وإن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟".
وتبدأ صباح الأحد رسميا فعاليات مؤتمر القدس السنوي السادس الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية، برئاسة د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس، وبحضور كوكبة من الإسلاميين والقوميين والمسيحيين.
ومن بين المشاركين أيضا: عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لجبهة التحرير الجزائرية، وبثينة شعبان المستشارة في الرئاسة السورية، وعزمي بشارة القيادي والمفكر الفلسطيني داخل الخط الأخضر، وعطا الله حنا مطران القدس، وبعض قادة الفصائل الفلسطينية.
وتشهد أعمال اليوم الأول للمؤتمر خمس جلسات صباحية ومسائية وأمسية حول القدس.
ويتحدث في الجلسة الصباحية الشيخ القرضاوي باسم مؤسسة القدس، فيما يلقى د. علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية كلمة ضيوف المؤتمر، وتتضمن الجلسة كلمات لكل من د. إسحاق الفرحان، والمطران عطا الله حنا.
وتتوالى باقي الجلسات طوال اليوم وستكون مغلقة وتناقش تقارير وأوراق عمل حول مشاريع المؤسسة الماضية ودعم مسيرتها المستقبلية.
وستقام على هامش المؤتمر -مساء الأحد- أمسية خيرية بالتعاون مع مؤسسة عيد الخيرية يحضرها عدد كبير من الشخصيات ويخصص ريعها للمشاريع التي تنوي المؤسسة تنفيذها لأهل القدس، وتتضمن عرضا لأفلام وثائقية عن المدينة ومطبوعات إعلامية ومزادا خيريا على مقتنيات مقدسية نادرة وعرضا للمشروعات التي تم تنفيذها والأخرى التي تنتظر الدعم عبر كراسة خاصة بهذه المشاريع.
وسيكون العشاء محطة تواصل على الهواء مع الجمهور والمقدسيين، كما سيعلن في الجلسة الأخيرة للمؤتمر يوم الإثنين عن القرارات والتوصيات والمبادرات التي توصل إليها المشاركون في المؤتمر.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من الموضوعات أبرزها إعادة إحياء وتفعيل مشروع برج القدس ضمن المبادرة القطرية لتخصيص وقف للقدس يكون ريعه لصالح مشاريع خدمية وصحية وتعليمية. وتهيئة المناخ عبر الأمسية الخيرية لتبني مشروعات جديدة بالقدس.
كما سيناقش المؤتمر كيفية تحويل القدس المحتلة من قضية ظرفية إلى قضية دائمة وهمّ دائم في كل بلد مسلم وداخل كل بيت مسلم، وافتتاح مكتب دائم لأعمال المؤسسة في قطر للتنسيق بشكل مستمر مع الجهات الرسمية والشعبية لخدمة القدس. |