2leep.com

عاجل إلى الإسلاميين .. انتهزوا هذه الفرصة

عرض المقال
عاجل إلى الإسلاميين .. انتهزوا هذه الفرصة
1489 زائر
18-01-2012 10:26
غير معروف
د. محمد مورو

عاجل الي الاسلاميين ... انتهزو هذه الفرصه

د/ محمد مورو

المسئولية التاريخية لأمتنا هي الشهادة على الناس، ومن ثَمَّ فإن المسئولية للفرد والجماعة والحركة والحزب، هي تحقيق أفضل الشروط لإنجاز

مهمة الشهادة. ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى واجب الشهادة علينا، وأن علينا أن نكون شهداء على الناس؛ {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].

واجب الشهادة يقتضي إقامة الحجة على الناس، وذلك بتحريرهم من الاستبداد السياسي، والظلم الاقتصادي، والتعصب الاجتماعي، ثم إبلاغهم بالإسلام، {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]؛ أي تحقيق حرية الاختيار برفع العوائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وإذا كان تصرفٌ ما يؤدي إلى عكس هذا المفهوم، فإنه مرفوض، حتى ولو كان ظاهره النصر والتمكين؛ لأننا نريد النصر والتمكين لإقامة الحجة على الناس بعد "تحريرهم"، وليس الاستبداد بهم مثلاً.

وإذا كانت الثورات العربية هي فرصتنا التاريخية في التواصل مع العالم لتحريره من الاستبداد السياسي والظلم الاقتصادي، وإذا كانت تلك الثورات قد دفعت بالاتجاه الإسلامي إلى سدة الحكم أو قريبًا منها، فإن علينا ألا نبتلع السم، وألا يكون التمكين هنا طريقًا إلى العكس؛ بمعنى أن تتورط الأحزاب والقوى الإسلامية التي نجحت في الانتخابات والتي حظيت بثقة الناس، في المشاركة في إعادة بناء الرأسمالية، التي تتهاوى في العالم كله.

نحن الآن أمام فرصة تاريخية، فأمريكا تنهزم في العراق وأفغانستان، والرأسمالية في أزمة بنيوية طاحنة، وشعوب أمريكا وأوربا وآسيا وغيرها تنتفض ضد الرأسمالية، ومن ثَمَّ فإن المطلوب أن يكون الإسلام والحركات الإسلامية هي رأس الرمح في الثورة العالمية التي ستندفع حتمًا ضد الرأسمالية؛ لأن هذا أولاً واجب الوقت، وثانيًا لأن الإسلام هو البديل الحقيقي والوحيد في العالم لإصلاح أحوال العالم الاقتصادية وتحقيق فكرة العدل الاجتماعي؛ لأن الماركسية فشلت، ولاهوت التحرير المسيحي فشل، لأسباب تتصل بكونها خرجت من نفس الأرضية الحضارية التي أفرزت الرأسمالية.

وبديهي أنه لحل معادلةٍ ما يصعب حلها من داخل المنظومة، يجب استخدام طرق من خارج المنظومة، والإسلام يصلح كجذر عالمي للثورة على الرأسمالية؛ لأنه من خارج المنظومة الحضارية التي أفرزت الرأسمالية، ولأنه ذو خطاب عالمي، ولأنه منحاز للفقراء والمستضعفين. ومن ثَمَّ يصبح الإسلام أيديولوجية وليس دينًا فقط - للفقراء والمستضعفين من أي دين وجنس ولون. هذه فرصة تاريخية إذا أضاعها المسلمون، فإن تقصيرهم يصبح واضحًا.

الأخطر من إضاعة الفرصة التاريخية، هو أن محاولات مشبوهة تجري على قدم وساق لجرِّ الإسلاميين إلى التورط في الدفاع عن الرأسمالية واقتصاد السوق على أساس ملفق، ومن ثَمَّ إعطاء المزيد من الوقت لهذه الرأسمالية. إذا فعلنا ذلك فنحن نخطئ مرتين؛ مرة لأننا شهدنا زورًا ودعمنا نظامًا عالميًّا ظالمًا، ومرة أخرى لأنه كان لدينا فرصة تاريخية أضعناها.

المصدر: موقع الإسلام اليوم.

   طباعة 
الوصلات الاضافية
عنوان الوصلة استماع او مشاهدة تحميل
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
4 + 2 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
المقال السابقة
المقالات المتشابهة المقال التالية
جديد المقالات
جديد المقالات

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe