2leep.com

تأمُّلات في شهر الرَّحمات

عرض المقال
تأمُّلات في شهر الرَّحمات
1526 زائر
11-09-2008 05:55
أحمد الفايدي

تأمُّلات في شهر الرَّحمات

نعم .. شهر التأمّل .. رمضان شهر للتأمّل والتفكر ..

مَن منّا نظر بقلبه في شهر الصوم وتأمّل ؟!

هذه وقفات..تأملتها من خلال تفكّري في شهر رمضان .. وما فيه من النفحات .. فوقفت وقفات بسيطة سريعة أتأمّل في حالي وحال الناس .. وهي غير مرتبة كتبتها من الرأس إلى القرطاس .. فربما تجد من وافقني عليها .. وربما أجد من يكمل عني التأملات ويدلّني على خير أتبعه .. فها هي الوقفات ..

الوقفة الأولى :

انقطع الناس عن المحرّمات في النهار طاعة لله وحباً .. وخوفاً ورجاءً .. وهذا يدلّ على أن الإنسان فيه العزيمة القوية لترك المحرمات والملهيات فترة طويلة..لكن تسوّل له نفسه بأنه لا يستطيع أن يتركها في غير رمضان ..

لكن من تأمّل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيرا منه ".

ونضرب مثالاً وهو التدخين فالإنسان يجلس الساعات الطوال وهو مبتعد عن التدخين لا يتضجّر أبداً من تركه لهذا الداء الخبيث .

فلو تأمّل المدخّن حرمة التدخين..وأضراره الصحيّة .. والاقتصادية .. والاجتماعية لتركه فوراً ..

ينبغي للمدخّن أن يتأمل أنه جاء في الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : " ومن يتصبّر يصبّره الله ".

وتركه يحتاج إلى صبر بل تجرّع مرارة الصبر .. وألم الحرمان من جرّاء تركه في البداية .. لكن بعده لذّة وحلاوة يجدها في نفسه في النهاية ..

الوقفة الثانية : ( لعلكم تتقون ) .

الصيام حكمته ظاهرة .. وثمراته جليّة .. يكفي في ذلك أعظم الثمرات ألا وهي التقوى .. رأس الأمور كلها .

لا شيء يحصل من أمور الخير في رمضان إلا والتقوى أساسه .. فمن ابتعد عن التقوى وقع في كل حرام - نسأل الله العفو والغفران -

فالتقوى ظاهرة في رمضان ، لأن القرآن يُقرأ .. والذكر يكثر..ومراقبة الله في كلّ وقت..والإخلاص يقع من أغلب الناس، فصومهم بإذن الله تعالى إيماناً واحتساباً..فالصيام حصن منيع ، كمن يتحصّن من النار أو في القتال ، فكا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصوم جنّة ".

الوقفة الثالثة :

تجد الكثير من الناس مهتمّ جداً بصيامه،فيسأل لو أكلت ناسياً ؟! لو تبخّرت ببخور وأنا صائم ؟! فعلت كذا وكذا وأنا صائم ؟!

شيء جميل ومهم أن يسأل الإنسان عن كل شيء يحدث منه في عباداته ويسأل لكي يحتاط لدينه .. ويتعلّم من أجل أن يعبد الله على بصيرة بإخلاص ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا مما بينه وبين الله .. لكن ما هو الذي بينه وبين الناس ؟!

هل سامح ؟! وعفا عمّن ظلمه ؟!وخالق الناس بخلق حسن ؟!

رمضان شهر العفو والمسامحة .. وصفاء القلوب .. ولعلّ الوقفة فهِمتها أخي القارئ ..

يجمعها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ".

الوقفة الرابعة : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) .

عندما تتأمّل هذه الآية الكريمة أن العزّة لمن ؟!

لله ولرسوله وللمؤمنين .. ما هي أفعال المؤمنين ؟!

كثيرة لا تعدّ ولا تحصر..هي في شهر الصيام ظاهرة ..

صيام .. صلاة .. ذكر .. صدقة .. قراءة قرآن .. ابتسامة .. أخلاق طيبة..وغيرها الكثير ..

الصيام يكسبك العزّة .. تبتعد عن سفاسف الأمور .. والبُعد عن الدنايا ..

البعد عن الجدال والمِراء وسوء الخلق من العزّة .. لأن الإنسان أكرم نفسه وأعزّها ورفعها عن هذه الصفات .

الأعمال الصالحة .. والقرب من الله .. والأنس به .. من أعظم أسباب العزة ..

تذكر الفقراء .. والإنفاق عليهم .. والشعور بهم من أسباب العزة .. لأن اليد واحدة والهمّ واحد ..

فاحرص أخي على أخلاق وصفات المؤمنين .. تنل العزة الحقيقية ..

الوقفة الخامسة :

إذا كان الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل .. وهذا كل يوم .. فما بالك أخي إذا كان هذا في شهر العفو والغفران،والعتق من النيران ..

الناس يتحجّجون سأتوب إن شاء الله تعالى .. متى ؟!

إذا جاء رمضان..جاء رمضان ورمضان ورمضان .. متى تتوب ؟!

مرّت الأيام والسنون ونحن نواعد أنفسنا بالتوبة .. لكن التسويف ملازم لنا ..

كل منّا اقترف ذنباً .. ووقع في معصية .. فالكلّ منا يحتاج إلى وقفة يحاسب فيها نفسه .. ويتوب ويرجع .. ويندم على ما فعل ..

تأمّل .. ربما يجلس الإنسان السنين ولا يبكي خوفاً من الله تعالى .. ولا يتأمّل في آياته .. ولا تجري الدمعة من عينيه .. وهذا الشهر فيه القرآن يُتلى .. وكل يوم يعتق الرحمن الرحيم رقاباً من النار- نسأل الله تعالى من كرمه وفضله -


تأمّل .. وقف مع هذه الآيتين .. قال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ).

وقال تعالى : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون ).

وغيرها من الآيات التي تفتح الأمل في قلب كل مسلم بأن الله تعالى يحب التوبة .. ويقبلها .. ويغفر الذنوب .. ويستر العيوب ..

التوبة يشعر الإنسان بالعبودية التامة لله تعالى .. والذلّ له .. والرقّة .. والمحبّة .. والخضوع لله ..

الزم باب التوبة .. فهو دائماً مفتوح..والكرم والجود والعفو هناك ممنوح .. وفضل الله يغدو ويروح .. حتى تطلع الشمس من مغربها .. أو تصل الروح الحلقوم .

هذه وقفات .. ربما يكون هناك وقفات للتأمل أكثر منها من إخواني الكرام .. والمشايخ الأفاضل .. وقفات كتبتها على عجلة من أمري .. فقلت أشارك إخواني مشاركة صغيرة .. لعلّ الله تعالى بكرمه وفضله وجوده أن يجعل فيها النفع والفائدة .. وأسأله تعالى أن يكتب لها القبول .. وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ..

أخوكم : أحمد بن مسعود بن حميد الفايدي
كاتب العدل بكتابة العدل الأولى بتبوك

   طباعة 
الوصلات الاضافية
عنوان الوصلة استماع او مشاهدة تحميل
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
4 + 6 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
المقال السابقة
المقالات المتشابهة المقال التالية
جديد المقالات
جديد المقالات

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe