لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك..
لبيك اللهم لبيك... هذه التلبية عظيمة جداً أطلق عليها جابر بن عبدالله رضي الله عنه " التوحيد".
قال: "حيث إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد". [أخرجه مسلم]. لبيك... كلمة إجابة وتحمل معنى الإقامة من قولهم ألب بالمكان:أي أقام به، فهي متضمنة الإجابة والإقامة، الإجابة لله والإقامة على طاعته, معناها: لبيك أنا مجيب لك مقيم على طاعتك.
س: التثنية بالتلبية ما المقصود منها؟
ج: المقصود منها مطلق التكبير يعني إجابة بعد إجابة وإقامة بعد إقامة. اللهم.. معناها يالله، فكأن الداعي جمع قلبه على ربه عز وجل لأنه يقول يا الله..
وقفه مع شرح لفظ الجلالة: الله (علم على الذات الإلهية)
قال أبو الهيثم: فالله أصله إله، قال الله عز وجل: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون:91]. الله مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دال عليها بالإجمال. الله ما ذُكر هذا الإسم في قليل إلا كثره قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك:1].
ولا عند خوف إلاّ أزاله، ولا عند كرب إلاّ كشفه، ولا عند هم وغم إلاّ فرجه.
نستكمل معاني التلبية...
لبيك.. من باب التوكيد اللفظي والتكرار من مقتضى الحكمة لأنك تجيب الله عز وجل وكلما أجبته إزددت إيماناً به وشوقاً إليه، ولهذا ينبغي لك أن تشعر وأنت تقول لبيك نداء الله عز وجل لك وإجابتك إياه لا مجرد كلمات تقال. لاشريك لك... في كل شيء وليس في التلبية فقط ومنها إجابتي هذه الإجابة فأنا مخلص لك فيها.
إن الحمد والنعمة: الحمد.. وهو وصف المحمود بالكمال محبةً وتعظيماً ولا يمكن لأحد أن يستحق هذا الحمد على وجه الكمال إلا الله عز وجل.
النعمة.. أي التفضل لك فأنت صاحب الفضل وأنت المستحق للفضل جل في علاه. والملك لا شريك لك.. هذا تأكيد بأن الحمد والنعمة لله لا شريك له، فإذا تأملت هذه الكلمات وما تشتمل عليه من المعاني وجدت أنها تشتمل على جميع أنواع التوحيد، وأن الأمر كما قال جابر: (أهل التوحيد) والصحابة أعلم الناس بالتوحيد.
س: هل لنا أن نزيد عليها؟
ج: 1-روى الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لبيك إله الحق».
2-كان ابن عمر يزيد: ''لبيك وسعديك والخير في يديك والرغباء إليك والعمل''. فإذا زاد الإنسان مثل هذه الكلمات فنرجوا أن لا يكون به بأس، ولكن الأولى ملازمة ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح تفصيلي لكلمة لاشريك لك: الشرك:هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله والشرك نوعين: شرك أصغر وشرك أكبر.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: في قوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} [النساء:36]. قوله ''شيئا'': نكره في سياق النهي فتعم كل شيء: لا نبياً ولا ملكاً ولا ولياً بل ولا أمراً من أمور الدنيا.. فلا تجعل الدنيا شريكاً مع الله. والإنسان إذا كان همه الدنيا كان عابداً لها.
أخي المسلم:
انظر إلى واقع المسلمين اليوم.
انظر لمن تعلق قلبه بالمال. انظر لمن تعلق قلبه بالقبور والأشجار والأحجار.
انظر لمن تعلق قلبه بالنساء والشهوات كالمتعة الحرام والغناء والرياضة وغير ذلك حتى أصبحت همه أو ملكت قلبه.
ربما أصبحت مثل هذه المسائل أصناماً تعبد من دون الله، ليس شرطاً أن يسجد لها أو يركع لها، فهو يفرح لها ويبكي لها، ويحب لها ويعادي لها، ويبغض لها، أليست هذه صوره من صور الشرك؟؟!!
مطوية مراجعة من فضيلة الشيخ/ محمد الحمود النجدي حفظه الله رئيس اللجنة العلمية في جمعية إحياء التراث الاسلامي.. الكويت. وفضيلة الشيخ/ الإمام والخطيب بمسجد مريم العتيقي الشيخ إبراهيم الأنصاري. حفظه الله.. الكويت.
فريق عمل موقع وذكــــــــر الإسلامي |