مقاييس النبوة عند زكريا بطرس وهل تنطبق على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
يدعي الكذّاب اللئيم زكريا بطرس أننا نحن المسلمين لا نملك دليلا على نبوة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سوى خاتم النبوة الذي كان في كتف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويفسره بأنه وحمة كانت في كتفه ثم يتساءل هل الوحمة تعني أنه نبي ؟ (1)
وهو كذّاب لئيم ، فقد قامت كل الأدلة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبي من عند الله . فعلى حد قوله هو لا غيره مقاييس معرفة صدق النبي في دعواه هي :
ـ أن يأتي بمعجزات ونبوءات (2) . ـ أن يؤيده الله بروح القدس .كي يعطي كلمته بُعد روحي قوي يؤثر في القلوب . ـ أن تكون بعثه الرسول لخلاص البشرية من الخطية ومن سلطان إبليس ومن النجاسة الموجودة في العالم ـ على حد تعبيره ـ ومن ثم النجاة من عذاب الله والفوز برضوانه(3) . ـ ويقول ومن أمارة النبوة أن يبذل النبي نفسه (4) وأن لا يعيش لنفسه . ثم يعلق بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسعى لتكوين إمبراطورية هاشمية ودولة عربية وقد كان له(5)
هذه هي المقاييس التي وضعها زكريا بطرس لمعرفة هل هذا نبي أم لا ؟
وهي مقاييس صحيحة ، فتأييد النبي بمعجزات وإخباره عن غيبياتٍ أتت أو ستأتي دليل على أنه على علاقة برب الأرض والسموات ، علام الغيوب سبحانه ، ومعجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة بالكاد تحصى ، ونبوءات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة أيضا لا تكاد تحصى . القرآن أول معجزاته ، والجمادات نطقت بين يديه وشهدت له بالرسالة (6) ، وانشق له القمر(7) ، وعدد من المرضى برأ بدعائه أو بلمسة يده أو بتفلة من فمه(8) ، والطعام كُثِّر ببركته عدة مرات يوم الأحزاب ويوم تبوك ويوم عمرة القضاء (9) ، والشاة العجوز التي لا تلد حلبت حين مسّ ضرعها بيده الشريفة (10) ، والماء نبع من بين أصابعه 11 والجذع حنَّ لفراقه12 ... وغير هذا كثير في كتب السنة الصحيحة .
وأنبأ عديً بأن الله سيتم هذا الأمر حتى يصير الراكب لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه 13 ، وأن الله سيفتح الشام واليمن والعراق وأن نفرا من أصحابه سيخروجون إليها ويَدَعُونَ المدينة 14 ، وأنه إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده 15 ، وأن عمارا تقتله الفرقة الباغية 16، وأن عمرَ وعثمان شهيدان 17 ، وأن أصحابه يقتلون أمية بن خلف 18 ونعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وهو بالحبشة ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة 19 ونعى جعفرا وزيدا وابن رواحة حين قتلوا في مؤتة ( بالأردن حاليا ) وهو بالمدينة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يصف المعركة 20 ، وأخبر من أنباء الماضي .. حكى عن مريم وعن موسى وعيسى وأهل مدين والمؤتفكات وقوم تبع وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط ، هذا وهو أمي لم يقرأ ولم يكتب ، ولم يخرج من بين شعاب مكة . وما حكاه عنهم لا يتوافق في قليل أو كثير مع حكايات كتب النصارى واليهود حتى يقال أنه أخذ منهم ومن شاء فليقرأ هذا وذاك .
ثانيا : وتأييد الرسول بروح القدس كي يعطي كلامه بعدا روحيا فهذا موجود جدا في القرآن الكريم والسنة النبوية . ومنصوص عليه في القرآن 21 { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }[ الشعراء : 193] { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى : 52] { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }[ النحل : 102] فهذا هو الروح ، والشريعة التي جاء بها رسول الله محمد بن عبد الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ تحي الناس قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }[ الأنفال : 24] وقال تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[ الأنعام : 122] ـ أما كون الرسالة لخلاص البشرية فقد رددنا عليه من قبل ونحن نسرد أكاذيب هذا الآفاك الأثيم زكريا بطرس في هذا الملف المبارك ، وكذا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا ، ولم يبن ملكا لبني هاشم أو لقريش .
والمقصود هنا هو بيان أن زكريا كذّاب في دعوى أننا لا نملك دليلا على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوى الخاتم الذي بين كتفيه 22 ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأردت هنا أن أشير إشارات ، والأمرُ ـ أعني دلائل نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبسوطٌ في مصنفات ، آخرها زمنا دلائل النبوة للشيخ الدكتور منقذ السقار ـ حفظه الله ـ لمن شاء أن يطلع عليه في مكتبة الموقع .
======================================
(1) في الصميم الحلقة الرابعة عشر د/15 (2) الحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/13 وهي حلقة مخصصة عن مقاييس النبوة ، وفي سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟د /11 تكلم د. رأفت العماري بمثل هذا ، وفي الدقيقة 18من ذات الحلقة استدل على نبوة المسيح بأنه كثر الطعام ، وهذا الأمر حدث من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة مرات في عمرة القضاء وفي يوم الأحزاب ويوم تبوك . (3) لحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/ 7 وما بعدها . (4) لحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/13 (5) حلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/24 (6)البخاري ح/3579 ، ومسلم ح/4222 (7) البخاري ح/3636 ، ومسلم ح/ 5010 (8) البخاري ح /2942 ، ومسلم ح/4423 (9)البخاري ح/602،ومسلم ح/3833 (10) مسند أحمد ح / 3417 (11) البخاري ح/3579 ، ومسلم ح/4224 (12) البخاري ح / 918 ، ومسلم ح / 1407 (13) البخاري ح / 3595 ، ومسلم 1687 (14) البخاري ح/1875 ، ومسلم 2459 (15) البخاري ح/3120 ، ومسلم ح / 5196 (16) البخاري ح/447 ، ومسلم ح / 5192 (17)البخاري ح /3674 ، ومسلم 4416 (18) البخاري ح / 3950 (19) البخاري ح/ 1245 ومسلم ح / 1580 (20) البخاري /1246 (21) حين نستدل بالقرآن الكريم فنحن نحاكم زكريا بطرس لما ارتضاه إذ يقول في الحلقة 62 د/5 ما نصه البرهان نص من القرآن أو التوارة أو الإنجيل (22) وفي مكان آخر يقول لا يملك المسلمون دليلا على أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوحي إليه إلا شهادة خديجة ، ومرة يقول شهادة بحيرى ، ومرة يقول شهادة ورقة ، ومرة أخرى يقول لا يملكون دليلا إلا بعض الأمور التي يصفها بالشعوذة ، وهذا التردد دليل على الكذب ونكران الحق . ثم على لسانه هو : بحيرى شهد ، وورقة شهد ، وخديجة شهدت ـ إن صحت الرواية ـ والمعجزات شهدت ولا يذهب بها وصفه لها بالشعوذة فنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان بعيدا تماما عن الشعوذة .
بقلم / محمد جلال القصاص mgelkassas@hotmail.com
|