ونقلت وكالة الأناضول عن الشهود أنّ شابا مسلما لقي حتفه أمس الثلاثاء في حي "غوبونغو" ذي الأغلبية المسيحية ببانغي بعد أن التهمته النيران وهو على قيد الحياة، لافتة إلى أن منظمة الصليب الأحمر بأفريقيا الوسطى سلمت جثته المتفحّمة لنقلها إلى مسجد "علي بابولو" بحي "الكيلومتر 5"، آخر معاقل المسلمين في بانغي.
وأثار وصول الجثة المتفحّمة إلى حي المسلمين ببانغي موجة احتقان وغضب عارمة، فأوقفت الحشود الغاضبة أول سيارة أجرة وطعنت سائقها وراكبيها الاثنين، قبل أن تضرم النيران في السيارة.
من جانبها أفادت وكالة رويترز بأن مسيحيين أعضاء في مليشيا "أنتي بالاكا" لاحقوا مسلما شمال العاصمة للاشتباه في أنه ألقى قنبلة يدوية من حافلة على سوق ثم قتلوه وقطعوا رأسه وأحرقوا جثته.
وعلى أثر الحادثة قام محتجون غاضبون من المسلمين بإحراق جميع ما يعترض سبيلهم، وخصوصا محلات التجارة الصغيرة التي يديرها المسيحيون، مما جعل بانغي تغرق في سحب داكنة بفعل النيران المشتعلة، وقتلوا سائق سيارة أجرة.
ومع تصاعد وتيرة أعمال العنف، تحاول قوات البعثة الأممية في أفريقيا الوسطى السيطرة على الوضع، في وقت يواصل السكان ترك منازلهم خوفا من عمليات انتقامية مسلحة من كلا الطرفين.
حادثة مشابهة
وكان شاب مسلم قد لقي حتفه بداية الشهر الجاري بطريقة مشابهة، وأثارت الحادثة غضب المسلمين في ذلك الحين، فتوجهوا إلى موقع يضم عدداً من عناصر المليشيا بغية اقتحامه، غير أن القوات الأممية ردّت بفتح النار على المهاجمين، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا بين مسلمين ومسيحيين، بحسب بيان لمنظمة الصليب الأحمر في أفريقيا الوسطى.
وتقاتل حركة "سيليكا" -ومعظم عناصرها من المسلمين- مليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية منذ أن أطيح بالأولى من سدة الحكم في البلاد في يناير/كانون الثاني الماضي، وأسفر القتل عن مصرع وإصابة الآلاف، بحسب الأمم المتحدة.
واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكرياً، كما نشر الاتحاد الافريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الامن الدولي في العاشر من مايو/أيار الماضي نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي، بدأت بالانتشار الفعلي منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وكالات
|