86- قصة رؤيا إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه
** أراد قوم إبراهيم عليه السلام حرقه بالنار التي أوقدوها له بعد أن
كسر التماثيل التي يعبدونها ولكن الله تعالى أنقذه منها فخرج سالماً معافى من أي سوء , وقال إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي; فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي , وتزوج ودعا الله تعالى بأن يعطيه ولداً صالحاً ,فبشره الله تعالى بإسماعيل عليه السلام , فلما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ ومعروف أن رؤيا الأنبياء حق , فقال إسماعيل مُرْضيًا ربه, بارًّا بوالده, معينًا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به مِن ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرًا طائعًا محتسبًا. فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؛ ليذبحه, وحاول إبراهيم ذبح ابنه بالسكين ولكن السكين لم تذبح, فنادى الله تعالى إبراهيم في تلك الحالة العصيبة أن يا إبراهيم قد فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة. وكان هذا الأمر من الابتلاء الشديد من الله تعالى لإبراهيم عليه السلام والذي كشف عن صدق إيمان إبراهيم بالله تعالى, وفدى الله تعالى ذبح إسماعيل بكبش عظيم أنزله الله تعالى بديلاً عن إسماعيل عليه السلام, وأبقى لإبراهيم عليه السلام الثناءً الحسنً في الأمم بعده. تفسير الجلالين والتفسير الميسر
قال تعالى :
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ{99} رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ{100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ{101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{102} فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ{106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{107} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ{108} الصافات