2leep.com

سقوط الخلافة العباسية

عرض المقال
سقوط الخلافة العباسية
851 زائر
09-10-2014 06:57
غير معروف

وذلك بعد أن اكتسح التتار بقيادة هولاكو بغداد عاصمة الخلافة وقتلوا الخليفة المستعصم ومعه قرابة المليونين من أهل بغداد بعد أن دمروها تدميرًا شاملاً واستباحوها أربعين يومًا في أفظع المجازر الوحشية في تاريخ البشرية جمعاء.

ولقد قامت الخلافة العباسية سنة 132هـ على أنقاض الخلافة الأموية، وذلك بعد سلسلة طويلة من الحروب والمعارك الشرسة، عندما خرجت رايات العباسيين السوداء من خراسان أقصى شرق الدولة الإسلامية، واكتسحت المدن والأقاليم حتى بويع لأول خليفة لها وهو «عبد الله السفاح» سنة 132هـ بالكوفة، وذلك بعد أن سفكت دماء مئات الآلاف من الأمويين ومواليهم وأنصارهم، وقامت بمجازر مروعة بحق مخالفيهم ومعارضيهم.

ولقد مرت الخلافة العباسية بعدة أدوار:

1ـ عصر القوة والعمل... واستمر مائة سنة من سنة 132هـ ـ 232هـ.

وخلال هذا العصر حكم الخلافة العباسية تسعة خلفاء، أولهم السفاح وتاسعهم الواثق، وخلال هذه الفترة كانت كلمة الخلفاء هي العليا على أنحاء الخلافة، ولهم السيادة التامة على جميع العالم الإسلامي «ما عدا بلاد الأندلس»، ولم يخرج عليهم سوى بني أعمامهم العلويين.

2ـ عصر استبداد المماليك الأتراك... من سنة 232 ـ 334هـ.

وخلال هذا العصر ضعفت مكانة الخلفاء وقلت هيبتهم واجترأ الأمراء وولاة الأقاليم وقادة الجيش وأغلبهم من المماليك الأتراك الذين كان المعتصم أول من جلبهم، وازدادت قوتهم شيئًا فشيئًا حتى تحكموا في أمور الدولة، واستقل ولاة الأقاليم البعيدة بما تحت أيديهم وظهرت عدة دويلات صغيرة من رحم هذه الاضطرابات والفتن مثل الدولة الطاهرية والصفارية والزيدية والطولونية والإخشيدية والفاطمية بالمغرب، وحكم خلال هذه الفترة اثنا عشر خليفة أولهم المتوكل وآخرهم المستكفي، مات منهم بهدوء أربعة فقط والباقي بين قتيل ومخلوع، وأصبحت الخلافة لا تسيطر فعليًا إلا على العراق وفارس والأهواز، والمتحكم فيها مملوك تركي أو ديلمي يطلق عليه أمير الأمراء، له النفوذ التام والسلطان المطلق الذي يفوق سلطة ونفوذ الخليفة.

3ـ عصر استبداد أمراء بني بويه... من سنة 334هـ حتى سنة 447هـ.

وهذا العصر هو أسوأ عصور الخلافة العباسية وتاريخ سقوطها الحقيقي، وفيه أصبح السلطان الفعلي هم أمراء بني بويه وهم من الديالمة الأعاجم على عقيدة الرفض والتشيع، ظهروا في شرق فارس وأخذت قوتهم في الازدياد حتى سيطروا على فارس كلها والأهواز، فاستدعاهم الخليفة المستكفي ليتقوى بهم على الأمراء الأتراك، فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار، وظهر منصب السلطان بدلاً من منصب أمير الأمراء، وفي هذا العصر تضاءلت مكانة الخلفاء جدًا حتى أصبحت صفرًا كبيرًا في أقصى الشمال، وأصبح الخليفة مجرد موظف عند السلطان البويهي يأخذ منه راتبًا شهريًا، وهو مجرد رمز ديني فقط لا غير، خاصة وأن بني بويه كانوا شيعة من الغلاة يعادون أهل السنة، وفي هذا العصر قويت مكانة الشيعة في العراق عمومًا وبغداد خصوصًا وظهرت بدع الروافض واحتفالات كربلاء وعيد الغدير، ووقعت فتن عنيفة بين أهل السنة والشيعة ببغداد.

وقد قام خلال هذا العصر أربعة خلفاء فقط.

4ـ عصر استبداد أمراء السلاجقة... من سنة 447هـ ـ 575هـ.

وفي هذا العصر حلت أمة تركية محل الأمة الديلمية الفارسية، وأصبح السلطان الفعلي إلى الأمة التركية يمثلها سلطان سلجوقي يقيم في خراسان أو في «الري» بوسط فارس لا في بغداد، وكانت الخلافة مع السلاجقة أحسن حالاً منها مع بني بويه، لأن السلاجقة كانوا يحترمون الخلفاء تدينًا وكانوا يبدون لهم من مظاهر التعظيم والإجلال، وقد قام خلال هذا العصر ثمانية خلفاء أولهم القائم وآخرهم المستضيء، وفي هذا العصر أخذ خلفاء العباسيين في استعادة بعض نفوذهم في العراق بسبب انشغال أمراء السلاجقة بالاقتتال فيما بينهم.

5ـ عصر استعادة النفوذ... من سنة 575هـ ـ 656هـ.

وفيه أصبح الخفاء العباسيون مستقلين بالعراق لا يتسلط عليهم أحد من السلاطين والملوك من ترك أو ديلم أو غيرهم، ولكن ملكهم منحصر في العراق ولا يجاوز الموصل. وقد حكم في هذا العصر أربع خلفاء أولهم وأطولهم بل أطول خليفة عباسي وهو «الناصر» ثم الظاهر ثم المستنصر وأخيرًا المستعصم الذي قتل بيد التتار.

وانتهت هذه الدولة العريقة على يد رايات التتر التي جاءت من المشرق وبصورة دموية شنيعة كما سبق وأن بدأت دولتهم من قبل الشرق عندما جاءت الرايات السود من خراسان وقامت بصورة أيضًا دموية فظيعة، وهكذا تشابهت النهاية مع البداية، وسبحان الحي الذي لا يموت.

   طباعة 
الوصلات الاضافية
عنوان الوصلة استماع او مشاهدة تحميل
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
9 + 3 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
المقال السابقة
المقالات المتشابهة المقال التالية
جديد المقالات
جديد المقالات

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe