الصبر طريق الجنة
عن عطاء: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟! هذه المرأة السوداء، أتت إلى رسول الله r فقالت له: يا رسول الله، إني أصرع، فادع الله لي.
فقال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك».
فقالت: أصبر.
ثم قالت: يا رسول الله، إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها» [رواه البخاري ومسلم].
فرحم الله هذه الصحابية الجليلة.. رأت بعين عقلها ونور قلبها سعة الآخرة فطلبتها.. وحقارة الدنيا فصبرت على دائها وضرائها.. واختارت صبر أيام لتنال عزًا خالدًا.
وفي قصتها تسلية لكل مصاب صابر.. محتسب على مصابه.. ينتظر من الله فرجًا عاجلاً.. أو ثوابًا آجلاً.
يقول ابن القيم رحمه الله: «وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق وظهرت حقائق الرجال، فأكثرهم آثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول، ولم يحتمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد، ولا ذل ساعة لعز الأبد، ولا محنة ساعة لعافية الأبد، فإن الحاضر عنده شهادة، والمنتظر غيب، والإيمان ضعيف، وسلطان الشهوة حاكم، فتولد من ذلك إيثار العاجلة، ورفض الآخرة، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأمور، وأوائلها ومبادئها، وأما النظر الثاقب، الذي يخرق حجب العاجلة، ويجاوزه إلى العواقب والغايات فله شأن آخر.
إنا لفي دار تنغيص وتنكيد
|
|
|
|
|
دار تنادي بها أيامها بيدي
|
لقد عرفناك يا دنيا بمعرفة
|
|
|
|
|
بانت لنا فانقضى إن شئت أو زيدي
|