من درر الأحاديث النبوية
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين ومن خير امة أخرجت للناس أجمعين وأرسل إلينا خير النبين محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ورحمة للعالمين ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . ومن هذه الرحمة أنه صلى الله عليه وسلم ما ترك من خيرا إلا دلنا عليه ولا شر إلا حذرنا منه فصلوات ربي وسلامه عليه.
من الحسنات المعجلة لطالب العلم هي تلك الكنوز العظيمة والفضائل الكبيرة التي يحصل عليها من خلال قرأته وبحثه في النصوص الشرعية ,فالعلم نور وفوز ونجاة والجهل ظلام وخسران
والحديث الذي بين يدي كنزا من الكنوز التي تفتح فرصا وأبوابا للخير تخفى على كثير من الناس وهي سهلة على من سهل الله له الخير وحبب له الإيمان .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله عليه وسلم ) خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ألا وهما يسير ومن يعمل بهما قليل..
يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا
قال : فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهما بيده
قال فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان .
وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان
فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمس مائة سيئة
قالوا : فكيف لا يحصيها
قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته اذكر كذا اذكر كذا حتى ينفتل فلعله لا يفعل ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام ) قال ابو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
فما أعظمه من دين وما أيسره , فمجرد المحافظة على هاتان الخصلتان السهلتان يكون ذلك الجزاء العظيم والثواب الجزيل و هو الجنة فضلا من الله ومنّة .
الخصلة الأولى : التسبيح والتحميد والتكبير عشرا عشرا دبر كل صلاة .
النتيجة : ذكر الله 150 مرة في اليوم ( 30 ضرب 5 صلوات = 150 ) والحصول على المضاعفة الربانية 500 حسنة في الميزان فضلا من الله ومنة.
ما العائق من فعل هذا العمل اليسير الذي لا يكلف شيئا في الجهد والوقت ؟
العائق هو الغفلة وتغرير الشيطان ووسوسته المستمرة في الصلاة وتذكيره بأمور الدنيا حتى يذهل عن هذا العمل اليسير فينطلق مباشرة بعد تسليم الإمام فلعله لا يفعل.
الخصلة الثانية: التسبيح 33 والتحميد 33 والتكبير 34 قبل النوم
النتيجة: ذكر الله 100 مرة في اليوم والحصول على 1000 حسنة في الميزان.
ما العائق؟
وسوسة الشيطان ومحاولة تنويمه قبل ان ينطق بهذه الكلمات اليسيرة .
النتيجة الكبرى للمحافظة على هاتين الخصلتين هي الحصول على 2500 حسنة في اليوم والليلة والله يضاعف لمن يشاء.
وأخيرا يبين الرسول صلى الله عليه وسلم العلاقة بين هاتين الخصلتين وبين استحقاق دخول الجنة وهي علاقة الحسنات بالسيئات وأثرهما الكبير في الميزان , فمن يعمل 2500 حسنة في اليوم لا يعقل أن يعمل 2500 سيئة والنتيجة أن حسناته تغلب سيئاته فبدخل الجنة رحمة من الله وفضلا
( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون @ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) 102 & 103 سورة المؤمنين.
كاتب المقالة : فيصل بن حسن مغربي
بتاريخ 2 حمادى الأولى 1429 هـ
|