2leep.com

دواء الأمة الفرار إلى الله

عرض المقال
دواء الأمة الفرار إلى الله
1919 زائر
12/11/2007
غير معروف
إخواني الكرام ، هذا هو شريط ' دواء الأمة الفرار إلى الله ' رقم ( 760) من سلسلة الهدى والنور
قام بتفريغه أحد الإخوة الأكارم وهو الأخ : محمود آدم فجزاه الله خيراً ..
ونرجو أن الله يوفق إحدى دور النشر السلفية مثل ' دار المنهاج ' و ' مكتبة الفرقان ' وغيرها من المكتبات أن يقوموا بطبع هذا الشريط طباعة لائقة به.
أسأل الله أن ينفع بالشريط كل من سمعه وقرأه و أن لا يحرمنا الأجر وأن يغفر للشيخ الألباني ويرحمه إنه جواد كريم .

***سلسلة الهدى والنور رقم (760 )***
الألبـانـي : تـفضل ....
السـائـل : بسم الله الرحمن الرحيم .... خير إن شاء الله ... نعلم شيخنا في هذه الأيام الإسلام محارب في جميع الأرض ... وبعدم اهتمام من الحكومات ... فماذا علينا نحن في هذا الأمر ؟ ... وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء ؟؟!! .... هذا السؤال الأول ..
! الألبـانـي : إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستـغفره ونعـوذ بـالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل لـه ومن يضلل فلا هادي لـه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،'يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون' ' يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساءً واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا' ' يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما' أما بعد : فإن خير الكـلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتـها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار السؤال كأنه من حيث ظاهره وألفاظه أقل مما يقصده لافِظُهُ حين يقول: نقعد ولا نعمل أي شيء ... فهو يعني - في أي شيء - ليس أي شيء مطلقاً .. وإنما يعني شيئاً معيناً .. لأنه لا أحد إطلاقاً يقول بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ... لأنه خلق لشيء عظيمٍ جداً ... وهو عبادة الله وحده لا شـريك لـه .. ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد ألاّ يعمل أي شيء ... وإنما يقصد أن لا يعمل شيئاً يناسب هذا الواقــع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب ... هذا هو الظاهر من مقصود السائل وليس من ملفوظ السائل ...
السـائـل : نعم، جزاك الله خير.
الألبـانـي : على ذلك نجيب ... إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كــثــيراً ولا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول وأعني به ... العهد المكي ... أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليلٍ ولا في كثير عما كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول ألا وهو العهد المكي ... وكلنا يعلم ... أن القائم على الدعوة يومئذٍ ...هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة من القوم الذين بُعِثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنفسهم .. كما في القرآن الكريم ثم لما بدأت الدعوة تنـتشر وتـتسع دائرتها بـين القبائل العربية حتى أُمِرَ النـبـي صلى الله عليه وآله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة - طبعاً نحن نأتي الآن برؤوس أقلام .. لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معـروفةٌ معلـومةٌ عند كـثير من الحاضـرين - لأنني أقصد بـهذا الإيجاز والاخـتصار الوصول إلى المـقصـود من الإجابة على ذاك السؤال ولذلك فإني أقول : ... بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة هناك في المدينة المنورة بدأت أيضاً عداوة جديدة بين هذه الدعوة الجديدة أيضاً في المدينة حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سوريا يومئذٍ التي كان فيها هِرَقْل ملك الروم فصار هناك عِداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية أي من سوريا ثم أيضاً ظهر عدو آخر ألا وهو فارس فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات من المشركين في الجزيرة العربية ومن النصارى واليهود في بعض أطرافها ثم من قبل فارس التي كان العداء بينها وبين النصارى شديداً كما هو معلوم من قوله تبارك وتعالى: ' ألم {*} غلبت الروم {*} في أدنى الأرض {*} وهم من بعد غلبهم سيغلبون {*} في بضع سنين ' - الشاهد .. هنا - لا نَسْـتَغْرِبَـنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن من حيث أنـها تُحارَب من كل جانب فمن هذه الحَيْثِيَّة كانت الدعوة الإسلامية في مُنْطَلَقِها الأول أيضاً كذلك محاربة من كل الجهات .. وحين إذٍ يأتي السؤال والجواب .. ما هو العمل ؟ ... ماذا عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الذين كانوا أو كان عددهم يوم إذٍ قليلاً بالنسبة لعدد المسلمين اليوم حيث صار عدداً كثيراً وكثيراً جداً ؟ ..
هنا يـبدأ الجواب .. هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم أي قومهم في أول الدعوة ؟
... هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر ؟
... هل حاربوا فارس في أول الأمر ؟ .. الجواب لا، لا ! كل ذلـك الجواب .. لا ... إذن ماذا فعل المسلمون .. ؟ .. نحن الآن .. يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولـون تماماً .. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم .. وما عالجوا به مصيـبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج مصيـبتـنا ....
وأظـن أن هـذه المقـدمـة توحي للحاضرين جـميعاً الجواب إشارة وستـتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة فأقول : يـبدو من هذا التسلسل التـاريخي والمنطقي في آن واحد أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبـهم ومِلَلِهِم إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بـإيمانـهم ... إذاً ما كان العلاج أو الدواء يوم إذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نـفس الدواء ونـفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه لتـتحـقق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى والأمر كما يقال التـاريخ يعيد نـفسه ...
بل خير من هذا القول أن نقول أن للهِ عز وجل في عباده وفي كَوْنِهِ الذي خلقه وأحسن خلقه ونـظمه وأحـسن تنظيمـه لـه في ذلـك كلِّـه سنـناً أو سننٌ لا تـتغير ولا تـتبدل .. سنـة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ..ولن تجد لسنة الله تحويلاً ..هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها وأن يرعاها حق رعايتها وبخاصة: ما كان منها من السنن الشرعية ... هناك سنن شرعيةوهناك سنن كونية وقد يقال اليوم في العصر الحاضر سنن طبـيعية ... هذه السنن الكونية الطبـيعية يشترك في معرفتها المسلم والكافر والصالح والطالح بمعنى .. ما الذي يُقَوِّم حياة الإنسان البدنية ؟ .. الطعام والشراب والهواء النقي ونحو ذلك، فإذا الإنسان لم يأكل ...لم يشرب .. لم يتنفس الهواء النقي فمعنى ذلك أنه عَرَّضَ نـفسه للموت موتاً مادياً .. هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟، الجواب لا، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ..
هذا كما قلت آنفاً .. يعرفه معرفة تجرُبِيَّة كل إنسان لا فرق بين المسلم والكافر والصالح والطالح .. لكن الذي يهم الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية ..من اتخذها وصل إلى أهدافها وَجَنا منها ثمراتـها ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التي وُضِعَتْ تلك السنن الشرعية لها .... تماماً .. تماماً كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية إذا تبناها الإنسان وطبقها .. وصل إلى أهدافها كذلك، السنن الشرعية إذا لم .. إذا أخذها المسلم، تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها من أجل تحقيقها وإلاّ فلا.
أظن هذا الكلام مفهوم ولكن يحتـاج إلى شيء من التوضيح .. وهنا بيت القصيد .. وهنا يـبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام ... كلنا يقرأ آيةً من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد تُـزَيَّن بـها صدور بعض المجالس أو جُدُرْ بعض البيوت وهي قوله تعالى: ' إن تنصروا الله ينصركم ' .. لافـتات توضع وتكتب بخط ذهبي جـميل رقعي أو فارسي .. إلى أخره وتوضع على الجدر، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجُدُرُ مزينة بـها أما قلوب المسلمين فهي منها خاوية على عروشها .. لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية إن تنصروا الله ينصركم ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات وهذه الآية من تلك الآيات ...إذا ما ذكّرْنا المسلمين بـهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتـاج إلى كبـير شرحٍ وبيـان وإنما هو فقط التـذكير والذكرى تـنـفــع المؤمنين .... كلنا يعلم إن شاء الله أن قولـه تبارك وتعالى :'إن تنصروا الله .. ' شـرطٌ ... جـوابه ' .. ينصركم' ... إن تـأكل .. إن تشرب .. إن .. إن ... الجواب تَحْيَ ... إن لم تأكل .. إن لم تشرب ... ماذا .. ؟ ... تموتُ ... كذلك تماماً المعنى في هذه الآية ... إن تنصروا الله ينصركم .. - المفهوم وكما يقول الأصوليون - .. مفهوم المخالفة .. أن لم تنصروا الله .. لم ينصركم !!! ... هذا هو واقع المسلمين اليوم ... توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية وبخاصة منها الأحاديث النبوية إن تـنـصروا الله معلوم بداهةً أن الله لا يعني أن ننصره عـلى عـدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية .. لا .. إن الله عز وجل غالبٌ على أمره فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً ... هذا أمر معروف بدهياً لذلك كان معنى إن تنصروا الله أي إن تَـتَّبعوا أحكام الله فذلك نصركم لله تبارك وتعالى ..
والآن ... هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط .. قد قاموا بهذا الواجب ... أولاً .. ثم هو شرطٌ لتحقيق نصر الله للمسلمين ... ثانياً .. ؟؟؟ !!! ... الجواب ... عند كل واحد منـكم .. ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل وأريد أن أَذْكُرَ هنا كلمةً أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين .. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفـتهم أو عن تَعَرُّفِهِم على دينهم .. [ و ] عن تعلُّمِهم لأحكام دينـهم .. فأكثرهم لا يعلمون الإسلام !!! ... وكثير أو الأكثرون منهم ... إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً .. عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً .. عرفوه إسلاماً منحرفاً عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه .
لذلك فَنَصْرُ الله الموعود به مَنْ نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة كما جاء في القرآن والسنة ، ثم على العمل به ثانياً .. وإلا كانت المعرفة وَبالاً على صاحبها كما قال تعالى : ' يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تـفـعلون {*} كَـبُرَ مقتاً عند الله أن تـقولوا ما لا تـفـعلون ' .
إذاً نحن بحاجة إلى تَعَلُّم الإسلام .. وإلى العمل بالإسلام - فالذي أريد أن أُذَكِّرَ به - كما قلت آنفاً هو أن عادة جـماهير المسلمين اليوم أن يَصُـبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبة من ذُلٍّ وهوان ...على الحكام !! .
أن يصبوا اللوم كـل اللوم على حكامهم الذين لا ينـتصرون لدينهم وهم مع الأسف كذلك .. لا ينـتصرون لدينهم .. لا ينـتصرون للمـسلمين المُذَلِّين من كبار الكـفار من اليهود والنصارى وغيرهم .. هكـذا العـرف القائـم اليـوم بـين المسلمـين صَبَّ اللوم كل اللوم على الحكام ومـع ذلك .. أن المحكـومـين كأنـهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين.
والحقيقة ... أن هذا اللوم ينصب على جـميع الأمة حـكاماً ومحكومين .. - وليس هذا فقط - بل هناك طائفة من أولئـك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينـهم - وهم محقون في هذا اللوم - .. ولكن .. قد خالفوا قـولــه تعالى: ' إن تنصروا الله ..' أعـني نـفـس المسلمين اللائمـين للحـاكمـين حينما يَـخُصّونـهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام حينما يسلكون سبيل تغيـير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريـقة التي تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث أنـهم يعلنون تكفير حكام المسلمين هذا أولاً .
ثم يــعلنون وجوب الخـروج عليـهـم ثـانـياً ....
فـتقع هنا فـتنة عمياء صماء بكماء بـين المسلمين أنـفسهم حيث ينشق المسلمون بعضهم علـى بعض، ... فمنهم – وهم هؤلاء الذين أَشَرْتُ إليـهم – الذين يظنون أن تغيـير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تـغيـيره بالخروج على الحاكمين .. ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة وإنما تـتسع وتـتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنـفسهم .. ويصبح الحكام بمعزلٍ عن هذا الخلاف ... بدأ الخلاف من غلو بعض الإسلاميـين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه - لابد من محاربة الحكام المسلمين .. لإصـلاح الوضـع - .. وإذا بالأمر ينقلب إلـى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين وإن كـان كـثيرون منـهم يستحقون الخروج عليـهم بسبب أنـهم لا يحكمون بما أنزل الله ولكن .. هل يكون العلاج كما يزعم هؤلاء الناس ...
هل يكون إزالة الذل الذي أصاب المسلمين مـن الكفـار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين .. ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر .. هنا نحن نقول:
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل .....ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل
.... مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام - أصالةً - وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتـجاوبـون مـع رغبات المسلمين أن يحكموهم بـما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهـم الـذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين ... ماذا يستـطيع أن يـفعل هـؤلاء لـو كـان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن كمـا هـو العلاج الـذي بدأ به الرسول عليه السلام أن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً .. والواقع أكـبر دليل على ذلك ..
مع أن العلاج الذي يـبتغونه .. وهو أن يـبدؤوا بمحاربـة الحكـام المسلمين لا يـثمـر الـثمـرة المرْجُوَّة لأن العلة كما قلت آنفاً ليست في الحـاكمين فقط .. بل وفي المحكومين أيضاً !!!، فعليهم جميعاً أن يصـلحوا أنـفسهم والإصلاح هذا لـه بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً وتكراراً وقد نـتكلم قريـباً إن شاء الله عنه..
المهم الآن المسلمون كلهم متفـقون على أن وضعهم أمر لا يُحْسَدون عليه ولا يُغْبَطون عليه بل هو من الذل والهوان بحيث لا يعرفه الإسلام فمن أين نبدأ .. هل يكون البدء بمحاربة الحاكمين .. الذين يحكمون المسلمين؟ أو يكون البدء بمحاربة الكفار أجـمعين من كل البلاد ؟ .... أم يكون البدء بمحاربة النـفس الأمّارة بالسوء ؟؟!! ...
من هنا يجب البدء ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما بدأ بإصلاح نـفوس أفرادٍ من المسلمين المدْعُوّين في أول دعوة الإسلام كما ذكرنا في أول هذا الكلام بدأت الدعوة في مكة ثم انـتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار والمسلمين ثم بـين المسلمين والروم ثم بـين المسلمين وفارس وهكذا كما قلنا آنفاً التـاريـخ يعيد نـفسه .. فالآن المسلمون عليـهم أن ينصروا الله بمعالجة هذا الواقـع الأليم و ليس بأن يعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرْجُوَّة فيها .. لا يستطاع القيام بها ما هو هذا الجانب ؟ .. محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ...
هذا أولاً - كما قلت آنفاً ولا بد من وقفة قصيرة ... غير مستطاع اليوم أن يحارب هؤلاءِ الحكامَ ذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى فهل المسلمون اليوم يستـطيعون محاربة اليهود والنصارى؟ ...
الجواب .. لا .. الأمر تماماً كمـا كـان المسلمـون الأولون في العهد المكي ..كانوا مستضعفـين ، أذلاء، محـاربـين، معـذبـين، مُقَتـَّـلين، لماذا .. ؟ .. لأنـهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة إلا إيمانـهم الذي حل في صدورهم بسبب اتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم هذا الاتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة التي نحن نـنشدها اليـوم فـما هـو الـسبـيـل لـلوصول إلى هذه الثمرة ؟
نـفس السبـيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام ... إذاً اليوم لا يستـطيـع المسلمون محاربة الكفار على اخـتلاف ضلالاتـهم ... فماذا عليهم ؟! ... عليهم أن يؤمنوا بالله ورسوله حقـاً .. ولكـن المسلمـين اليـوم كمـا قـال رب العالمين : ' ولكن أكثر الناس لا يعلمون '، المسلمون اليوم مسلمون اسمـاً .. وليسوا مسلمين حقاً ... أظنـكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النـفي .. ولكني أُذَكِّرُكُم بقولـه تعالى: ' قد أفلح المؤمنون {*} الذين هم في صلاتهم خاشعون{*} والذين هم عن اللغو معرضون {*} والذين هم للزكاة فاعلون {*} والذين هم لفروجهم حافظون {*} إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم {*} فإنـهم غير ملومين {*} فمن ابتـغى وراء ذلك فألئـك هم العادون ' أي الباغون الظالمون .. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط ولم نـتعدى هذه الآيات المتضمن لهذه الخصال إلى آيات أخرى التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تذكر في هذه الآية وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام فَمَنْ تحققت هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات الـمَتْـلُوَة آنفاً وفي آيات أخرى ألئـك هم الذين قال الله عز وجل في حـقهم:' أولئـك هم المؤمنون حقاً ' .. فهل نحن مؤمنون حقاً ؟ ... الجواب .. لا .. إذاً .. يا إخواننا لا تضطربوا ولا تجهلوا وتذكروا .. لتعرفوا داءكم ، فـتـعرفوا دواءكم المسلمون اليوم ليسوا مؤمنين حقاً لأن الإيمان الحق يتـطلب العمل بالحق فنحن المصلين اليوم هذه الخصلة .. قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ... هل نحن خاشعون في صلاتنا ؟ ... أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة ... مائة، مائتين، ألف، ألفين .. لا .. أتكلم عن المسلمين ..على الأقل الذين يتساءلون .. ما هو الحل لما أصاب المسلمين ؟؟ .. لا أعني ألـئـك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا يهمهم آخرتهم وإنما يهمهم شهواتـهم وبطونهم .. لا .. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين ... فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنون ؟ ... الجواب .. كجماعة .. كأمة .. لا .. إذاً ..
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليَـبَسِ
.... فلابد من اتخاذ الأسباب التي هي من تمام السنن الشرعية .. بعد السنن الكونية .. حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جـميعاً ... أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة .. لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نُذَكِّرَ بها إخواننا دائماً .. ما يُذَكِّر بسوء حال المسلمين اليوم وأنـهم لو تذكروا هذا السوء لكان من العار عليهم أن يتساءلوا .... لماذا أصابنا هذا الذل ؟ .. لأنـهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشرع الله ... من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : ' إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركـتم الجهـاد في سبيـل الله، سَلَّطَ الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنـكم حتى ترجعوا إلى دينـكم ' هذا الحديث تَكَلَّمْتُ عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة وإنما أنا أقف فقط عند قوله : إذا تبايعتم بالعينة .... العينة نوع من الأعمال الربوية ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات .. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعـترف فيها بكل الأنظمة المعـترف فيها في بلاد الإسلام .. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام بل ومن المحكومين .. لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك وهم الذين إذا نوقشوا وقيل لهم أنـتم تعلمون أن الربا حـرام وأن الأمر كما قال عليه السلام :' درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ست وثلاثين زنية ' .. لماذا يا أخي تـتعامل بالربا .. يقولك : [ شو بِنْسـاوي بِدْنا نعيش ] ماذا نفعل نريد أن نعيش ... إذاً القضية ما لها علاقة بالحكام .. إِلْـها علاقة قبل الحكام .. بالمحكومين .. المحكومـون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام وكما يقولون : دود الخل منّو وفيه .. دود الخل منـو وفيه هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ وإنما نبعوا منا وفينا .. فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكامنا وأن ننسى أنـفسنا ونحن من تمام مشكلة الوضع القائم اليوم في العالم الإسلامي لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا إلى دينـهم وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم ويومئذٍ يفرح المسلمون بنصر الله .. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتـحمس بعض الشباب ويقول .. ما العمل ... ؟ .. سواء قلنا ما هو بجانبنا من المصبية التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي وهو احتلال اليهود لفلسطين أو قلنا مثلاً محاربة الصليـبيـين للمسلمين في إرتريا .. في الصومال .. في البوسنة والهرسك .. في .. في إلى آخره إلى آخر البلاد المعروفة اليوم .. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة .. وإنما تعالج بالعلم والعمل ... ' وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئـكم بما كنتم تعملون ' ... وقل اعملوا .. الآن نقف عند هذه النقطة العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية لها صور كـثيرة وكـثيرة جداً وفي جماعات وأحزاب متعددة .. والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تُكَبِّر المشكلـة أكثر مما يراها بعضهم ... بعضهم يرى أن المشكلة .. احتلال اليهود لفلسطين .. أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً .. محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها .. لا نحن نقول أن المشكلة أكبر وهو .. تفرق المسلمين .. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خـلاف قول الله تبارك وتعالى : ' ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينـهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ' الآن الجماعات الإسلامية مخـتلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية .. وهي الذل الذي ران على المسلمين وكيف السبـيل للخلاص منه ؟ .. هناك طرق الطريقة الأولى وهي الطريقة المثلى التي لا ثـاني لها وهي التي ندعوا إليها دائماً أبداً .. وهي فَهْم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبـيقه وتربـية المسلمين على هذا الإسلام المصفى تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكرنا ونذكر دائماً وأبداً فرسول الله بدأ بأصحابه أن دعاهم إلى الإيمان بالله ورسوله أن عَلَّمَهُم .. بأحكام الإسلام وأمرهم بتطبـيقها وحين ما كانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيـبهم إياهم كان يأمرهم بالصبر .. يأمرهم بالصبر .. وأن هكذا سنة الله في خلقه أن يحارب الحق بالباطل وأن يحارب المؤمنون بالمشركين وهكذا .. فالطريق الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هو ... الـعـلـم الـنـافـــع والـعـمـل الـصـالـــح ....هناك حركات ودعوات أخرى كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثانية لها وهي .. اتركوا الإسلام الآن جانباً .. من حيث وجوب فهمه ومن حيث وجوب العمل به الأمر الآن أهم من هذا الأمر ... وهو أن نـتجمع وأن نـتوحد على محاربة الكفار ... سبحان الله .... !!! ...كيف يمكن محاربة الكفار من دون سلاح ؟؟!!! ....كل إنسان عنده ذرة من عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلح .. ليس بسلاح مادي .. بل بأسلحة مادية .. فإذا أراد أن يحارب عدوه هذا المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال لـه حاربه .. حاربه دون أن تـتسلـح .. أم تسـلح ثم حارب ؟؟ !! ... لا خلاف في هذه المسألة أن الجواب تسلح ثم حارب - هذا من الناحية المادية - ولكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا إذا أردنا أن نحارب الكفار فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً .. لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى : ' والعصر{*} إن الإنسان لفي خسر {*}إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات {*} وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ' .. أن الإنسان لفي خسر نحن الآن بلا شك في خسر .. لماذا .. ؟ .. لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عـز وجـل مـن الاستـثناء حين قال : ' أن الإنسان لفي خسر {*} إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات {*} وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر '.. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله .. لكن حينما ندعو المسلمين المتحزبـين المتجمعين المـتكـتلين على خلاف دعوة الحق الرجوع إلى الكتاب والسنة ... يقولون هذا نَدَعُه الآن جانباً الأمر الأهم هو محاربة الكفار فنـقول : بسلاح أم بدون سلاح ؟ .. لابد من سلاحين ... السلاح الأول .. السلاح المعنوي وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً .... وخذوا بالسلاح المادي .. ثم لا سلاح مادي، لأن هذا غير مستـطاع بالنسبة للأوضاع التي نحن نُحْكَم بـها الآن .. ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا، فنحن لا نستطيع اليوم .. رغم أُنــوفِنا .. أن نأخذ بالاستعداد .. بالسلاح المادي .. هذا لا نستطيعه .. فنــقول نريد أن نحارب بالسلاح المادي وهذا لا سبيل إليه .. والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا .. - فاعلم أنه لا أله إلا الله .. العـلـم .. ثم العمل في حدود ما نستطيع - .. هذا نقول بكل بساطة متـناهية : دعوا هذا جانباً .. هذا مستطاع ونُؤْمَر بتركه جانباً .. وذاك غير مستطاع فنقول يجب أن نحارب .. وبماذا نحارب ؟؟؟ !!! ... خسرنا السلاحين معاً .. السلاح المعنوي العلمي .. نقول نؤجله !!! ... لأنه هذا ليس وقته وزمانه .. السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يـباباً ضعفاء في السلاحين ... المعنوي والمادي ... إذا رجعنا إلى العهد الأول، الأنور وهو عهد الرسول عليه السلام الأول ..هل كان عنده سلاح مادي .. ؟ .. الجواب .. لا.. بماذا كان إذاً مفتاح النصر ؟ ... آ.. السلاح المادي ؟! .. أم السلاح المعنوي ؟! ... لاشك أنه كان السلاح المعنوي وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية .. ' فاعلم أنه لا إله إلا الله ' .. إذاً العلم قبل كل شيء العلم بالإسلام قبل كل شيء .. ثم تطبيـق هذا الإسلام فـي حدود ما نستطيع .. نستطيـع أن نـعرف العقيدة الإسلامية .. نستط - الصحيحة طبعاً - نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية .. نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية .. نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي .. هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين .. بأحزابهم وتكـتلاتـهم هم معرضون عنها ثم نرفع أصواتنا عالية نريد الجـهــــــاد !!!! .... أين الجهاد ؟؟ !! ... مادام أن السلاح الأول مفـقود !!! .. والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا !!! ...نحن لو وجدنا اليوم .. جـماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم ... هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ... ترهبون به عدو الله وعدوكم ..لو كان عندهم السلاح الأول .. المعنوي فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي .. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! .. الجواب ... لا.. لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي !!! ... فما بالنا كيـف نستطـيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين !! .. المعنوي والمـادي .. المـادي الآن لا نستطيعه .. المعنوي نستطيعـه .. إذاً لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعهـا .. اتقـوا الله ما استطعـتم ...فالذي نستطيـعـه الآن .. هـو .... العـلـم الـنـافـــع والعـمـل الـصـــالح ... لعلي أطلت في الجواب أكثـر من اللازم .. لكـني أنـا أُلَـخِّص الآن فأقول .. ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط يا إخواننا لأنها مع الأسف الشديد من جملة الانحرافات التي تصيب المسلمين اليوم أنهم يخالفون علمهم عملاً ! .. حينما نـتكلم عن الإسلام وعـن الوطن الإسلامي نقول كل البلاد الإسلامية هي وطنٌ لكل مسلم ما فـي فرق بين عربـي وعجمي ما فـي فرق بين مثلاً .. حجازي وأردني ومصري .. لكن هذه الفروق عملياً موجودة .. هذه الفروق عملياً موجودة ليس فقط سياسياً ... فهذا غير مستغرب أبداً ...لـكن موجود حـتى عنـد الإسلاميـين، مثـلاً تـجد بعض الدعاة الإسلاميـين يهتمـون فـي فلسطين، ثم لا يـهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين فـي البلاد الأخرى .. مثلاً حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفيت وأذنابـهم من الشيوعيـين كان هناك، حزب أو أحزاب إسلامية لا يهتمون بـهذه الحرب القائمة بين المسلمين الأفغان والشيوعيـين لماذا لأن هؤلاء ليسوا مثلاً سوريـين أو مصريـين .. أو ما شابه ذلك .. إذاً .. المشـكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط ..بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة .. فكيف نعالج هذه المشكلة العامة ؟؟ ... بالقـوَّتـين .. المعنوية والمادية .. بماذا نبدأ .. ؟؟؟ !!! ... نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم .. وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً وهو السلاح المعنوي ... لفهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبـيقه تطبــيقاً صحيحاً ثم .. السلاح المادي .. إذا كان ميسوراً .. اليوم مع الأسف الشديد الذي وقع في أفغانستان الأسلحة التي حارب المسلمون ... – المادية - .. الأسلحة المادية التي حارب المسلمون بها الشيوعيـين .. هل كانت أسلحة إسلامية ؟؟ .. الجواب .. لا .. كانت أسلحة غربــية .. إذاً ..نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستـعبدون !! .. لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح إما بالثمن .. وإما بالمنــحة .. أو شيء مقابل شيء كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حـد المـثل العـامي: حِـكِّـلّي لَحِكِّلَّك، - يعـني - .. أي دولـة الآن .. حتى بالثمن لا تبـيـعك السلاح إلاّ مقابل تنازلات تـتنـازل أنت أيها الشعب المسلم .. مقابل هذا السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً .. فإذاً يا إخواننا .. الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حـماسات وحرارات الشباب وثورات كـرغوة الصابون تَثور ثم تخور في أرضها .. لا أثر لها إطلاقاً ... أخيراً أقول .. وقل اعموا فسيرى الله عملكم ورسوله .. إلى آخر الآية، لكن أكرر أن العمل لا ينـفــع إلاّ إذا كان مقروناً ... بالعـلم النـافــع، والعمل الصالح إنما هو قال الله، قال رسول الله، كما قال ابن القيم رحمه الله :
العلم قـال الله قـال رسولـه ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيهـا .... حذراً من التعطيل والتشويه
مصيـبة العالم الإسلامي اليوم مصيبة .. أخطر .. وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله .. مصيـبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احـتلال اليهود لفلسطين .. مصيـبـة العالم الإسلامي اليوم أنـهم ضلوا سواء السبـيل .. أنـهم ما عرفوا الإسلام الذي به تـتحقق سعادة الدنيا .. والآخرة معاً، وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف .. أذلاء مضطهدين ..من الكفار والمشركين .. وقـتلوا وصلبوا ثم ماتوا فلاشك أنـهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين .. أما من عاش عزيزاً في الدنيا، وهو بعيد عن فَـهْمِ الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله ... فهو سيموت شقياً .. وإن عاش سعيداً في الظاهر .. إذاً بارك الله فيكم .. ولعلنا ... نـتلقى أسئلةً أخرى ... العلاج هو فروا إلى الله ... العلاج فـروا إلـى الله ... فروا إلى الله تعني .. افهموا ما قال الله ورسول الله .. واعملوا بما قال الله ورسول الله .. وبـهذا أنـهي هذا الجواب.
   طباعة 
الوصلات الاضافية
عنوان الوصلة استماع او مشاهدة تحميل
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
5 + 2 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
المقال السابقة
المقالات المتشابهة المقال التالية
جديد المقالات
جديد المقالات

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe