2leep.com

رمضان بلا مساجد في مقديشو!

عرض الخبر
رمضان بلا مساجد في مقديشو!
870 زائر
14-08-2008 07:19
غير معروف

عبد الرحمن يوسف

Image
تردي الوضع الأمني هو السبب في إغلاق
كثير من المساجد
مقديشو – "مسجد "الإرشاد" مغلق، ومسجد "الطابقين" موصد الأبواب، أما جامع "هروا" فقل رواده بعد أن نزح معظم أهالي المنطقة".

بهذه الكلمات يعبر الشاب الصومالي عبد الله خليف لـ"إسلام أون لاين.نت" عن أحوال مساجد منطقته مع اقتراب شهر رمضان الكريم في ظل تردي الأوضاع الأمنية.

وخليف واحد من قليلين عادوا إلى منطقة "هروا" شمال شرقي العاصمة مقديشو، بعد معارك ضارية شهدتها المنطقة بين قوات الحكومة الانتقالية، والقوات الإثيوبية الموالية لها، وبين قوات اتحاد المحاكم الإسلامية قبل أزيد من عام.

ولا تزال "هروا" من أخطر مناطق العاصمة؛ حيث تشهد اشتباكات شبه يومية بين قوات الاحتلال الإثيوبية والمقاومة الصومالية.

نزح أهل "الدثور"!

ويلفت خليف إلى غياب المظاهر التي ألفها سكان العاصمة استعددا للشهر الفضيل؛ معللا ذلك بإغلاق المساجد، ونزوح الأغنياء الذين كانوا يوفرون الإفطار، ويوزعون الطرود الغذائية على الفقراء عبر المساجد قائلا: "ذهب أهل الدثور".

ولا يختلف حال منطقة "عيسى عبدي" شرقي العاصمة كثيرا عن "هروا"، فهناك مسجد مغلق، وآخر متضرر بقذائف انهالت عليه كالمطر، وثالث يشكو من وحشة مصليه، وفقا لما يقوله أحمد حاجي، أحد سكانها.

ويضيف أن "مسجدين فقط من عشرات المساجد في المنطقة فتحا أبوابهما لعدد قليل من سكان العاصمة، الذين عادوا بعد هدوء نسبي تشهده المنطقة".

وبنبرة يكسوها الحزن يتابع حاجي: "لا حديث عن رمضان هنا، ولن يمرح الأطفال في لياليه كما هي العادة"، مضيفا أن "المئات من أهالي المنطقة النازحين يتضورون جوعا على المشارف الجنوبية للعاصمة".

وكانت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمجلس عشائر الهوية (كبرى قبائل الصومال) قد ذكرت في تقرير لها في نوفمبر الماضي أن 48 مسجدا جرى إغلاقهم بسبب المعارك.

غير أن هذا العدد ارتفع كثيرا خلال الشهور الماضية؛ نظرا لتردي الأوضاع الأمنية، وزيادة النزوح، بحسب تقارير حقوقية.

حصار القوات الإثيوبية

منطقة "ورطيجلي" جنوبي مقديشو نزح عنها معظم سكانها؛ جراء تمركز قوات إثيوبية في كثير من أحيائها التي تحولت ومساجدها إلى مناطق مهجورة.

فهذا مسجد "هادفول" في حي "حريالي" مغلق؛ بسبب تمركز قوات الاحتلال حوله، وبعد خطوات منه يوجد "مسجد الرحمة" الذي انهارت مئذنته بعد أن أصابتها قذيفة هاون، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه؛ فالقوات الإثيوبية تنتشر قربه.

ولن يستطيع رواد مسجد "شيخ عبدي" بحي "علي كامين"، التابع للطريقة الصوفية القادرية، القيام بما اعتادوه سنويا في رمضان من ابتهالات وأذكار، فالمسجد مغلق أيضا، والقوات الإثيوبية اتخذت الجهة الخلفية منه كسجن تعتقل فيه مرتادي المسجد، بحسب رويات بعض الأهالي.

مسجد الشيخ صوفي

وفي منطقة "هدن" جنوبي العاصمة يوجد أيضا عشرات المساجد لم تفتح أبوابها منذ وقت طويل، أكبرها مسجد الشيخ "علي صوفي"، الذي كان يؤم ويخطب فيه الشيخ إبراهيم شيخ سولي، الناطق الرسمي باسم المحاكم الإسلامية.

ويعتبر المسجد من أكبر مساجد مقديشو، وملحق به مركز قرآني، تخرج منه المئات من حفظة القرآن، وكانت له أنشطة مكثفة في رمضان، لكنه أغلق، وتمركزت قربه قوات حكومية، حيث شهدت المنطقة معارك دامية دفعت معظم السكان للنزوح.

الحاج عبد الله صلاد (65 عاما)، أحد النازحين، والذي كان يسكن قرب المسجد، عاد بعد هدوء نسبي إلى منزله ليطمئن على ممتلكاته، وحاليا لا يشكو فقط من بعد أسرته عنه، بل أيضا من إغلاق مسجدهم الكبير.

ويشدد الحاج صلاد، الذي يدخل منزله قبيل غروب الشمس، ويخرج منه قبيل طلوعها، في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت"، على أن "مسجد الشيخ صوفي كان نموذجا لمساجد مقديشو".

ويوضح بقوله: "كان ملاذا للفقراء في كل الأوقات، فضلا عن شهر رمضان، حيث كان المسجد يقيم موائد الرحمن للفقراء والمساكين، وفي مثل هذه الأوقات كان يتزين لاستقبال الشهر المعظم".

وبجانب إقامة موائد الرحمن كان المسجد يوزع طوال الشهر الفضيل طرودا غذائية على الفقراء في معسكرات النازحين بالمنطقة.

ولم يستطع الحاج صلاد أن يحبس دمعه، وهو يفكر في الشهر القادم: "كل هذا الخير غير موجود في رمضان المقبل".

وفي أواخر 2006 ومطلع 2007 أنهت الحكومة الصومالية الانتقالية -بدعم من القوات الإثيوبية- سيطرة قوات اتحاد المحاكم الإسلامية على القسم الأكبر من وسط الصومال وجنوبه بما فيه العاصمة.

ومنذ ذلك الحين تشن قوات المحاكم هجمات شبه يومية تستهدف بشكل خاص الجنود الإثيوبيين والصوماليين، وممثلي الحكومة الصومالية في مقديشو، وقتل أكثر من 8 آلاف مدني، ونزح حوالي مليون شخص من ديارهم منذ يناير عام 2007.

وقدرت الأمم المتحدة في بداية العام الجاري أن 2.6 مليون صومالي بحاجة لمساعدات طارئة، ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى 3.5 ملايين شخص نهاية العام.

   طباعة 
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
7 + 5 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
الخبر السابقة
الاخبار المتشابهة الخبر التالية

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe