إسلام أون لاين- القدس المحتلة
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء 27-12-2011 عن وضع بلدية الاحتلال في مدينة القدس وجمعية "إلعاد" الاستيطانية، مخططا يهدف إلى إقامة مشروع "سياحي ضخم" على أراضي "حي سلوان" الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.
واعتبر فخري أبو ذياب، رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان، في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين" تنفيذ هذا المشروع نقلة نوعية في مخططات التهويد من مرحلة "السيطرة على العقارات وضمها وتحويلها إلى بؤر استيطانية إلى مرحلة بناء تاريخ مزعوم، عبر إنشاء منشآت تخدم رواية مزعومة حول تاريخٍ يهودي في المنطقة".
ويعد حي سلوان من أقدم الأحياء التاريخية في مدينة القدس، ويبعد عن السور الجنوبي للمسجد الأقصى ما بين 300 إلى 400 متر، ويمتد على مساحة 57 دونما (57 ألف متر مربع)، وبذلك يكون الحاضن الجنوبي للأقصى والبلدة القديمة من مدينة القدس. ويعود بناء عدد من بيوت الحي إلى عام 1860م، والبعض الآخر إلى الفترة ما بين 1900- 1920.
مشروع سياحي ضخم!
ووفقا لما نشرته صحيفة "معاريف" اليوم، فإن المشروع الذي وصفته بـ"المشروع السياحي الضخم" تعمل عليه الجمعية الاستيطانية "إلعاد"، وهي من أبرز الجمعيات اليهودية القائمة على مشاريع الاستيطان في القدس، مع ما يسمى بـ"سلطة الطبيعة والحدائق" وبلدية الاحتلال، ويتضمن المخطط مشروعين سياحيين في سلوان، يشتملان على إقامة مراكز أثرية وبرك تحت الأرض وأحواض.
ووفقا لتفاصيل المخطط، فإنه من المتوقع أن تصادق ما تسمى بـ"اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال، يوم غد الأربعاء، على إيداع الخريطة لاستقبال أية اعتراضات من الجمهور (وهي خطوة شكلية).
يتضمن المخطط إقامة مبنيين، أحدهما يتم تخصيص طابق منه للآثار، حيث يعرض فيه الآثار التي تم العثور عليها حول أسوار المدينة، إضافة إلى قاعتين، واحدة منها للاجتماعات، ومعبرين تحت الأرض، يصل الأول إلى حائط البراق، في حين يصل الثاني إلى ما يسميه الاحتلال بـ "مدينة داود" وإلى منطقة يزعم أنه تم العثور فيها على آثار منذ ما يسمى بـ"الهيكل الأول"، وهي المنطقة التي تقع عليها البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
كما يشتمل المخطط بناء موقف للمركبات يتسع لنحو 250 مركبة إلى جانب إقامة مراكز استعلامية وغرف دراسية.
وإلى جانب الشق الأول من المخطط، فإن هناك شقا ثانيا، وصف بأنه أصغر، ولكن من المتوقع أن يؤدي إلى اندلاع مواجهات في المنطقة، حيث يشتمل على إقامة مركز سياحي في وسط سلوان، يشتمل على "نبع وبرك تحت الأرض وأحواض"، وذلك بعد تسوية الحفريات الأثرية في المكان، والمباني القائمة فوق الأرض في سلوان..ووفقا للمعطيات التي نشرتها الصحيفة، فإن مساحة المخطط الإجمالية تصل إلى 8400 متر مربع.
بناء تاريخ مزعوم
كما أوضح فخري أبو ذياب، رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان، أن المخطط الاستيطاني الجديد يضم مبنيين تجاريين الأول تبلغ مساحته 8400 متر مربع في منطقة وادي حلوة على بعد أمتار من السور الجنوبي للمسجد الأقصى، ويشتمل على طابق أرضي كموقف للسيارات يخدم المستوطنين الذين يقتحمون حائط البراق، وفي الطوابق العليا قاعات ومعارض ومطاعم.
وأضاف في تصريحاته الخاصة لـ"إسلام أون لاين" أن الهدف من إقامة هذه المباني هو أن يتمكن زوارها من مشاهدة "الآثار اليهودية التي يزعم الاحتلال وجودها، خاصة ما يسمى جبل الهيكل، وكذلك منطقة سلوان التي تمثل حسب ادعائهم بداية الدولة اليهودية الأولى أو ما يسمونها مدينة داود".
أما المبنى الثاني الذي ستتم إقامته كجزء من هذا المخطط، فتبلغ مساحته 3000 متر في منطقة العين الفوقا بحي سلوان، حيث سيقام متحف توراتي وغرف زجاجية ليتمكن المستوطنون من مشاهدة الآثار اليهودية القديمة، حسب مخططهم وهو يقع على بعد 100 متر من الناحية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك.
وأشار أبو ذياب إلى أن المشروع يتعلق بـ "تراثٍ يهوديٍ مزعوم في المنطقة، ويتحدث عن الوجود اليهودي في الماضي ووجودهم في المنطقة، مؤكداً أن هذا المشروع يخدم الرواية التلمودية المزعومة حول تاريخ وتراث المنطقة ويخدم السياحة التلمودية الداخلية والخارجية".
وأضاف قائلا "تنفيذ مثل هذه المشاريع يأتي على حساب الأراضي الفلسطينية والوجود الفلسطيني والتاريخ والتراث العربي والإسلامي في المنطقة والحقبات التاريخية التي تعاقبت عليها، وهو ما يعني طمسا للهوية الحقيقية لهذه المنطقة".
واعتبر أبو ذياب تنفيذ هذه المخططات "نقلة بمفهوم الاستيطان الإسرائيلي، حيث انتقل الآن من مرحلة السيطرة على عقارات وضمها إليه وتحويلها إلى بؤر استيطانية، إلى مرحلة بناء تاريخ مزعوم عبر إنشاء منشآت تخدم رواية مزعومة حول تاريخٍ يهودي في المنطقة، والهدف الحقيقي من كل ذلك هو استهداف المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به وفي مقدمتها بلدة سلوان".
وعلى مدار الأعوام الماضية رفعت بلدية الاحتلال من وتيرة عمليات التهويد والاستيطان في مدينة القدس وأحيائها، وباتت تتركز بشكل كبير في محيط البلدة القديمة والأحياء المجاورة لها، وأخذت طابع تغيير المعالم، في خطوة تهدف إلى إضفاء الهوية اليهودية لها على حساب هويتها العربية والاسلامية.
وناقش الكنيست الإسرائيلي يوم أمس، الإثنين، إقرار قانون يجعل من مدينة القدس عاصمة الشعب اليهودي، وفي حال إقرار هذا القانون، فإن الاحتلال الإسرائيلي سيعمل على تغيير كل ما يتعلق بالمدينة وهويتها الإسلامية والعربية، وتحويلها إلى مدينة ذات طابع يهودي بمكوناتها كافة. |