صبر فتح الموصلي على الجوع والعري
قال إبراهيم بن عبد الله: «صدع فتح الموصلي، فقال: يا رب، ابتليتني ببلاء الأنبياء، فشكر هذا أن أصلي الليلة أربعمائة ركعة».
[حلية الأولياء لأبي نعيم 8/292]
* وقال بشر بن الحارث: «بلغني أن بنتًا لفتح الموصلي عريت، فقيل له: ألا تطلب من يكسوها؟ فقال: لا، أدعها حتى يرى الله عز وجل عريها وصبري عليها، قال: وكان إذا كان ليالي الشتاء، جمع عياله وقام بكسائه عليهم، ثم قال: «اللهم أفقرتني وأفقرت عيالي، وجوعتني وجوعت عيالي، وأعريتني وأعريت عيالي، بأي وسيلة توسلتها إليك، وإنما هذا بأوليائك وأحبابك، فهل أنا منهم حتى أفرح؟ [حلية الأولياء لأبي نعيم 8/292].
فما أفقه هذا الإمام.. وما أصبره على البلاء والآلام.. إذ فطن لمراد الله من ابتلائه.. وأظهر له جلده وصبره.. وحسن به ظنه.. ثم شك في صلاح نفسه وهو يدريك صلاحها نفيًا للعجب وإمعانًا في نكران الذات..
لقد أدرك البلاء هو علامة حب الله لعبده.. فراح يسأل هل أنا منهم؟ فما أجمل صبره وما أبعده نظره!
ولذلك قال أبو بكر المروزي: ذكرت لأبي عبد الله – أحمد بن حنبل – الفضل وعريه، وفتح الموصلي وعريه وصبره، فتغرغرت عينه وقال رحمهم الله، كان يقال: عند ذكر الصالحين، تنزل الرحمة».