15- قصة المحاجاة بعيسى بن مريم عليهما السلام
** لما نزل قول الله تعالى في كفار و مشركي مكة ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) قال مشركو مكة : رضينا أن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى, وخاصموا محمدا صلى الله عليه وسلم، وحاجُّوه بعبادة النصارى إياه, وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أآلهتنا التي نعبدها خير أم عيسى الذي يعبده قومه؟ فإذا كان عيسى في النار, فلنكن نحن وآلهتنا معه,فأنزل الله قوله: ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) فالذي يُلْقى في النار من آلهة المشركين من رضي بعبادتهم إياه . ويقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : ما ضربوا لك هذا المثل إلا جدلا بل هم قوم مخاصمون بالباطل و ما عيسى ابن مريم إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة , وجعلناه آية وعبرة لبني إسرائيل يُستدل بها على قدرتا. ولو نشاء لجعلنا بدلا منكم ملائكة يَخْلُف بعضهم بعضًا بدلا من بني آدم .
وإن نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة لدليل على قُرْبِ, وقوع الساعة, فلا تشُكُّوا أنها واقعة لا محالة. التفسير الميسر
قال تعالى :
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ{57} وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ{58} إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ{59}وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ{60} وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{61}الزخرف