2leep.com

القرضاوي للرئيس التونسي : أين كنت وشعبك يذهب أفواجاً إلى المقابر؟

عرض الخبر
القرضاوي للرئيس التونسي : أين كنت وشعبك يذهب أفواجاً إلى المقابر؟
2725 زائر
16-01-2011 07:43
غير معروف

مطالباً الغرب برفع يده عن شعوبنا ومنتقداً معظم حكام المسلمين

القرضاوي للرئيس التونسي : أين كنت وشعبك يذهب أفواجاً إلى المقابر؟

أحمد عبد السلام

الدوحة- إسلام أون لاين

انتقد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، معتبراً الخطاب الذي وجهه لشعبه أمس الاول قد جاء متأخراً ، مشيراً إلى أنه جاء" بلغة هينة لينة بعد أربعة أسابيع، فيما الرصاص يقتل الناس قتلا" . ودعا القرضاوي إلى محاكمة جميع المسئولين عن نهب أموال الشعب وقتل أبنائه – الذين اعتبرهم شهداء- من "أكبر رأس إلى أصغر رأس".

يأتي هذا في الوقت الذي خرج فيه عشرات الآلاف من التونسيين اليوم الجمعة 14/1/2011 في عدد من مدن البلاد بينها العاصمة تونس في مظاهرات حاشدة تطالب باستقالة الرئيس التونسي والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

محاكمة أكبر رأس

وقال الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة اليوم : "جاء رئيس البلاد بالأمس يتكلم بلغة هينة لينة، بعد أربعة أسابيع، والرصاص يقتل الناس قتلا ، ويذهب الناس أفواجا إلى المقابر، بعد أربعة أسابيع جاء يقول قولا لينا".

وأردف قائلا:"أين هذا القول اللين من قبل ؟ هذا في الحقيقة أمر لا يقبل"

ودعا القرضاوي إلى محاكمة جميع المسئولين دون استثناء عن نهب حقوق الشعب وقتل المحتجين، قائلا" ينبغي أن يحاسب القاتل على قتله والمجرم على جرمه والسارق على سرقته، كل هؤلاء يجب أن يقفوا أمام المحاكمة من أكبر رأس إلى أصغر رأس".

وتابع: " كل من ارتكب في حق الشعب جريمة يجب أن يحاسب، ليس هناك أحد أكبر من أن يحاسب وليس هناك أحد أصغر من أن يحاسب كل من أصابه ضرر ، كل من آذى الشعب وأكل حق الشعب و أكل مال الشعب ومن نهب مال الشعب ومن اعتدى على الشعب سواء اعتدى على الأرواح أو الحقوق، كل هؤلاء يجب أن يحاسبوا "

ولضمان نزاهة المحاكمات، طالب القرضاوي أن يتم محاسبة المسئولين من قبل "أناس بعيدون عن الحكم وعن السلطة ".

وقال : "يجب أن يعود الشعب إلى نفسه ، عبر عمل جمعية تأسيسية عمل أي شئ ليدخل في طور جديد".

حكام المسلمين

وانتقد الشيخ القرضاوي كذلك من معظم حكام المسلمين، قائلا " إنني أشكو إلى الله من حكام المسلمين إلا من رحم ربك لا يمكن أن نعمم هناك شعوب تحب حكامها وترى فيهم الخير"

وبين أن "أكثر الحكام لا تعمل لخير شعوبها، تعمل لخير أنفسها تسمن حين يهزل الشعب، الشعب يجوع وعم يشبعون ويترفون ولا يشبعون أبدا هم كجنهم كلما تقول لها هل امتلات تقول هل من مزيد بجشع لا ينتهي".

وقال القرضاوي "إن من حسن حظ بعض البلاد أن يهيأ الله لها حكاما صالحين يسعون إلى خيرها ويعملون على كشف الضر عنها يجهدون نهارهم ويسهرون ليلهم في خير أمتهم، ومن شر ما تبتلى به بعض الشعوب والأمم والبلاد أن يبتلوا بحكام يحكمونهم بالحديد والنار، بالسياط والعذاب بالقهر والإكراه".

وتابع " لذلك قال النبي " خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشر أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم".

وقال إن "مما يؤسف له أن المسلمين خاصة مبتلون بمثل هؤلاء الحكام المستبدين الذين يسرقون بلادهم كالقطيع، معظم بلاد المسلمين مبتلاة بهذا النوع من الحكام".

واتهم "قوى خارجية وأجنبية بشد أزر هؤلاء وسند ظهرهم وحمايتهم ومدهم بالقوة".

انتفاضة الشعوب

وأوضح أنه "كثير ما يستكين الناس أمام هذا الجبروت" في إشارة إلى الحكام المستبدين.

إلا أنه أردف قائلا:"، ولكن من الخطأ والخطل أن يظن الناس أن الشعوب ستظل مستكينة إلى الأبد هيهات هيهات ".

وأكمل "الشعوب لا بد ان تنتفض ولا بد أن تطالب بحقها وخصوصا إذا كان حقها أن يعمل العاطل، و أن يشبع الجائع، وأن يأمن الخائف، و أن يحصل الناس على حقوقهم بينما هم يرون آخرين ينعمون في الرفاهية وهم لا يعملون يسرقون أموال الشعب وينهبون الملايين بعد الملايين".

وانتقد من وصفهم بـ"الحيتان والهوامير" الذين "يأكلون أموال الناس بالبطل، لذلك تجد من يضع يده على بطنه يشكو عضة الجوع وآخر يضعه على بطنه يشكو زحمة التخمة من كثر ما أكل".

وأضاف:" هذا ما نراه في كثير من بلدانا ، لذلك لا بد للناس ان تغضب ولا بد للناس أن تنتفض ولا بد للناس أن تخرج ثائرة ، وكما يقول سيدنا أبو ذر- رضي الله عنه- " عجبت لمن لا يوجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه" ، لذلك لا بد للناس أن تنتفض".

ولكم في تونس مثل

وتابع: "ومن هنا كانت ثورة الشعب التونسي ، ثورة الجماهير التونسية حققت قول شاعرها أبي القاسم الشابي في شعره المعروف، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر".

وبين أن هناك من الناس من يتوقف عند قول الشاعر فلا بد أن يستجيب القدر، ولكنه قال "أود ان يفهم الناس أن القدر يستجيب للناس إذا غيرت ما بأنفسها، إذ ظل الناس كم هم يرضون بالظلم ولا يقولون للظالم لا، لن يستجيب القدر، ولكن إذا غيروا ما بأنفسهم وقالوا للظلم لا قف عند حدك أيها الظلم لن نصبر أبد الدهر فقد غيروا ما بأنفسهم وإذا غير الناس ما بأنفسهم غير الله ما بهم وهذا معنى أن يستجيب القدر".

ودافع الشيخ القرضاوي عن حق الشعب التونسي في التظاهر ، قائلا "جماهير الشعب التونسي التي تعلمت وحصلت على الشهادات الجامعية ظلوا عاطلين لا يجدون ما يأكلون لا يجدون ما يلبسون لا يجدون الحاجات الضرورية في حين أن هناك أناس آخرين يتمتعون في النعيم ويتمرغون فيه ويلعبون بالملايين ويعبثون بأموال الشعب ، مافيا من عدة عائلات".

وبين أن هذه الأمور ليست في تونس وحدها، "ولكن الشعب التونسي هو الذي ضرب المثل في الخروج عن هذا السكون المستمر ، خرج الشعب من بيوته خرج في مسيرات سلمية ليس مع أحدهم سكين ولا عصا يشكون يصرخون أليس من حق المظلوم ان يصرخ اليس من حق المظلوم أن يقول آه".

وتابع :" الله سبحانه وتعالى يقول "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما".

وانتقد الشيخ الشرطة التي وجهه رصاصها لصدر المتظاهرين، قائلا :" خرج الشعب يعلن صيحته ويجهر بصرخته وينادى الناس أن انصفونا انظروا إلى حاجاتنا فقوبل بالرصاص في صدره، أهكذا يعامل الناس، الشرطة التي حملها الشعب السلاح لتحميه تضرب الشعب بصدره في السلاح، تزف الرصاص إلى صدر الشعب الذي يشكو الظلم ، ماكان يجوز هذا".

ورفض تبرير البعض منهم بأنهم ينفذون الأوامر، مشدد على أن " ثقافة عبد المأمور ثقافة مسمومة، هذا لا يجوز في أي قانون أو قيمة اخلاقية، ظل الشعب صامدا من مدينة إلى مدينة ومن بلد غلى بلد ومن قرية إلى أخرى، العشرات يسقطون، إلى الأمس كان كذا وستون.

كفوا أيديكم عنا

ووجه الشيخ القرضاوي في خطبته رسالة للغرب، قائلا "نقول للغربيين كفوا أيديكم عن شعوبنا"

وأوضح قائلا، "لقد أبدت وزيرة خارجية فرنسا أنها تعرض خبرتها في حماية الأمن ومقاومة الشغب تعرض على هذه الخبرة على تونس، شكرا يا فرنسا ، لا نريد خبرتك، تونس تستطيع أن تعالج أمرها بنفسها لسنا في حاجة إلى فرنسا التي أصبحت تعادي المسلمين علنا من قريب".

ووجه نقده لفرنسا وأمريكا خصوصا، قائلا :" أن فرنسا قالت أن في بلاد المسلمين مخططا للتطهير الديني أي لتطهير البلاد من كل غير المسلمين وهذا كذب وافتراء، وقالها الرئيس التونسي بنفسها هناك مخطط للتطهير الديني في بلاد المسلمين وفرنسا تقف لمنع هذا، هذا تفسير تآمري"

ثم انتقد أمريكا لموقفها من قضية فلسطين، قائلا :"نريد للغربيين أن يكفوا يدهم عنا وعن شعوبنا، دعوا شعوبنا تبني نفسها بنفسها وتعالج أمورها بذاتها لا نحتاج إليكم ، ما رأيناكم ساندتمونا في قضية عادلة، مثل قضية فلسطين، حصار غزة، تهويد القدس، الاستيطان، ما استطاعت أمريكا أن تقول لاسرائيل كفي يدك عن الاستيطان عشرة أشهر خلال المفاوضات، إسرائيل قالت لأمريكا لا وألف لا".

ووجه الشيخ القرضاوي تحية للشعب التونسي الذي وصفه بـ"الصامد الصابر"، وقال :"إننا نحيي الشعب التونسي نحيي هذا الشعب الصامد الصابر ونقف معه وورائه ونترحم على شهدائه وندعو الله أن يشفي جرحاه ومصابيه ونسأل الله له يوما خيرا من أمسه وغدا خير من يومه وندعو الله أن يمكنه من بناء مستقبله بنفسه"

واختتم الخطبة قائلا :"أيها الشعب التونسي الكريم أيها الشعب الحر أسأل الله عز وجل أن يرحم شهدائك وأن يعينك على علاج مشكلاتك بنفسك دون تدخل من خارج وأن يهيئ لك من أمرك رشدا".

خطاب ومظاهرات

وأعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مساء الخميس 13-01-2011 عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس المقررة عام 2014 ، مؤكدا أن 'لا رئاسة مدى الحياة' وانه سيحترم سن الترشح للرئاسة التي حددها الدستور التونسي.

وتعهد بن علي - في خطابه الثالث للشعب التونسي منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية منذ نحو أربعة أسابيع - بإعطاء 'الحرية الكاملة للإعلام بكل وسائله والانترنت' في تونس، مؤكدا أن 'العديد من الأمور لم تسر' كما أرادها وخصوصا 'في مجالي الديمقراطية والإعلام'.

وأعلن الرئيس وقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وعن تخفيض أسعار المواد الأساسية، وتوسيع المشاركة السياسية أمام جميع مكونات المجتمع المدني.

هذا وخرج آلاف التونسيين اليوم الجمعة في عدد من مدن البلاد بينها العاصمة تونس في مظاهرات حاشدة تطالب باستقالة الرئيس التونسي والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

واحتشد عشرات الآلاف من المحتجين في مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تونس وطالبوا برحيل الرئيس بن علي ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من مقربيه.

وانطلقت شرارة الاحتجاجات الأولى يوم 18 ديسمبر الماضي من مدينة سيدي بوزيد بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي وهو بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه، احتجاجا على تعرضه للإهانة من قبل شرطية تشاجر معها، بعدما منعته من بيع الخضر والفواكه دون ترخيص من البلدية، ولرفض سلطات الولاية قبول تقديمه شكوى ضد الشرطية. وبدأت الاحتجاجات ضد البطالة وتطورت إلى مطالب سياسية وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا برصاص الأمن التونسي

   طباعة 
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
1 + 4 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
الخبر السابقة
الاخبار المتشابهة الخبر التالية

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe