وقال بيدرسن: إن الرسومات الجديدة جزء من "عاصفة" يواجهها المسلمون في الدنمارك منذ سنوات عدة، هذا عمل أحمق، لم أتوقع أن يقوم جيرت بهذه الرسومات بعد الأزمة التي أثارتها رسومه قبل 3 أعوام.
وأضاف بيدرسن بلهجة مستاءة: "لا أرى أي هدف أو معنى في الرسومات أو توقيت نشرها الآن، لقد خيبت هذه الرسومات أملي في حوار أفضل (بين الأديان) في الدنمارك".
وتشهد نيويورك هذه الأيام مؤتمرا لحوار الأديان والثقافات دعت إليه المملكة العربية السعودية وترعاه الأمم المتحدة، بمشاركة رجال دين غير مسلمين بينهم يهود. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر خلافات بين الدول الإسلامية والدول الغربية حول حدود حرية التعبير ومدى مساسها بالأديان.
وحذر بيدرسن من أن الرسومات الجديدة قد تؤدي إلى تهديد سلامة المجتمع الدنماركي، ولكن دون إشارة إلى طبيعة هذه المهددات، وقال: "هذه الرسومات دليل على أن الرسام جيرت لم يتعلم أي شيء في السنوات الثلاث الماضية، لا أعلم كيف يفكر، هل يفكر في سلامة الدنمارك والمجتمع الدنماركي؟".
واتهم القيادي المسلم المؤلف والرسام بالعمل على استفزاز المسلمين وجرهم إلى مواجهة داخل المجتمع الدنماركي، وقال: "نعرف أن ويسترجارت وهيذَكورد عندهم أجندة خاصة بهم تهدف إلى استفزاز المسلمين، ولا أعتقد أنه من المعقول أن يستمر هؤلاء وأمثالهم في أخذ المجتمع الدنماركي كرهائن لأفكارهم وأعمالهم".
ورفض بيدرسن الخوض في ماهية الرد الأفضل على هذه الاستفزازات، ورأى أنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر، حسب تعبيره.
لكنه قال: "لن نصمت وسنقول رأينا في هذه الرسومات مثلما رفضنا الرسومات السابقة، وإذا كان هناك أي فرصة لملاحقة قضائية فلن نتوانى عن استثمارها".
"عمل توضيحي"
من جانبه اعتبر الرسام الدنماركي رسوماته الجديدة "مجرد عمل توضيحي لتعليقات المؤرخ لارس هيذَكورد".
وقال في تصريحات لصحيفة "البيرلنزكه تيذنه" الدنماركية: "في هذا الكتاب وجدت أنه من واجبي أن أصور آراء هيذَكورد".
وفيما يتعلق بخوفه على حياته خلال الأزمة المتوقع أن يثيرها الكتاب، قال ويسترجارت: "أنا عمري 73 سنة، وفي هذا العمر لا شيء يخافه المرء بعد، أنا أحب أن أكون شجاعا، وإلا فلن يستطيع المرء أن يعيش حياته".
وطالب ويسترجارت مسلمي الدنمارك بـ"التعود على هذا النوع من الرسومات". وقال: "ليس عندي مشاكل مع الإسلام، أنا مشكلتي مع إرهابيين يستخدمون نموذجا من الإسلام كديناميت فكري لهم".
يشار إلى أن لارس هيذَكورد هو رئيس جمعية "حرية الطباعة" التي قامت بدعوة السياسي الهولندي اليميني وصاحب فيلم "فتنة" المسيء للقرآن الكريم جيرت فيلدرز إلى الدنمارك في يونيو الماضي، ويعتبر هيذَكورد من أشد المنتقدين للمسلمين في الدنمارك.