2leep.com

"غول الغلاء" يقلص مائدة رمضان

عرض الخبر
"غول الغلاء" يقلص مائدة رمضان
1048 زائر
28-08-2008 05:44

"غول الغلاء" يقلص مائدة رمضان

عبد الرحمن أبو رومي –مالك منيلا– فردوس أحمد

الكساد يخيم على أسواق الجزائر
الكساد يخيم على أسواق الجزائر

الجزائر، ليلونجوي، دكا - بعد جولة شاقة بسوق "باب الحد" في المغرب بحثا عن أسعار تتناسب مع ظروفهن المادية، خرجت نادية وأمها خاليتي الوفاض، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأسماك، وتساءلتا "كيف نستطيع مواجهة غول الأسعار الذي تضخم كثيرا هذه الأيام؟".

هذا المشهد بات متكررًا في كثير من الدول العربية والإسلامية التي قفزت فيها أسعار السلع، وخيمت عليها أزمة ارتفاع أسعار الغذاء العالمي مع اقتراب شهر رمضان، فضلا عن "جشع التجار الذين يستغلون هذا الشهر الكريم، والإقبال المتزايد على السلع في رفع الأسعار".

وأمام تلك الأزمة التي انعكست سلبا على القدرة الشرائية، وحجم المساعدات التي تستعد الجمعيات الخيرية؛ لتقديمها للفقراء في الشهر الكريم، تحاول بعض الحكومات اتخاذ إجراءات لمواجهة "غول الغلاء".

ومن بين الدول العربية التي تضاعفت فيها الأسعار قبل رمضان المغرب التي ارتفعت فيها أسعار 40 منتجا غذائيا بمعدل 9.1% مقابل 1.8% للسلع غير الغذائية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

كما ارتفع مؤشر الغلاء بوجه عام في المغرب خلال يوليو 2008 إلى 5.1 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب اللجنة المغربية العليا للتخطيط.

هذا الارتفاع الكبير جعل نادية وأمها تقاطعان شراء الأسماك التي شهدت قفزة في أسعارها، حيث بلغ سعر سمك السردين 20 درهما للكيلو الواحد (2.70 دولار).

الحكومة المغربية من جهتها اتخذت بعض الإجراءات للمساهمة في مواجهة هذه الأزمة، مثل فتح أبواب استيراد الدقيق وتخفيض التعريفة الجمركية على وارداته للحفاظ على توافر الدقيق بكميات كبيرة خلال شهر رمضان.

الجزائر أيضا

ولم يكن الأمر أسعد حالا في الجزائر، فقد تراوحت الزيادات في أسعار الخضر والفواكه ما بين 10 دينارات جزائرية (0.16 دولار) و40 دينار جزائري (0.66 دولار)، في الوقت الذي تضاعفت فيه أسعار المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في رمضان، مثل: الحمص، والزيت، والطماطم، والسكر، واللوز، والسمن، والدقيق، واللحوم البيضاء.

الحاجة "زينب" التي كانت تتجول في سوق "رضا حوحو" وسط العاصمة الجزائر، وعلى وجهها علامات الغضب والاستياء أعربت لإسلام أون لاين.نت عن مخاوفها من استمرار هذه الزيادات التي أثقلت كاهلها، ولم يعد المبلغ الزهيد الذي يتقاضاه زوجها المتقاعد كافيا لتلبية متطلبات أسرتها المكونة من خمسة أفراد.

أما "عبد الحميد" وهو موظف حكومي التقته "إسلام أون لاين.نت" في سوق "فرحات بوسعد" (ميسونيي سابقا)، فقد ربط هذه الزيادات بقدوم شهر رمضان.

غير أنه أشار إلى أن "الجميع فوجئ بذلك على اعتبار أن أسعار الخضر والفواكه عرفت انخفاضا ملحوظا طيلة الصيف، الأمر الذي بعث بعض الأمل في نفوس المواطنين لقضاء رمضان مريح من الناحية الاقتصادية".

ولا يزال الكثيرون من الجزائريين يحدوهم الأمل في أن تتدخل الحكومة لإنهاء حالة "الفوضى" التي تعيشها الأسواق قبل أيام من حلول شهر رمضان، ويقول "بشير" وهو رجل مسن كان يتجول في سوق (علي ملاح): "يجب على الحكومة أن تتدخل من أجل وضع حد لجشع التجار، الذين يلجئون كل عام إلى رفع أسعار الخضر والفواكه، وباقي المواد الاستهلاكية".

وكان رئيس الوزراء السابق عبد العزيز بلخادم قد بادر العام الماضي بإنشاء لجنة خاصة ترأسها بنفسه؛ لمتابعة الأسعار يوميًّا وتثبيتها، كما قررت الحكومة وقتذاك "إغراق" السوق بالمواد الاستهلاكية تفاديًا لارتفاع أسعارها.

وفي الوقت الذي لم تعلن فيه الحكومة عن رصد أية مبالغ لمساعدة المحتاجين، شرعت العديد من بلديات الجزائرية في إعداد قوائم بأسماء المحتاجين الذين سيستفيدون من تلك المساعدات.

ورصدت الحكومة الجزائرية العام الماضي نحو 270 مليون دينار جزائري (3.85 ملايين دولار) للمساعدات، التي استفادت منها 925 ألف عائلة معوزة، في الوقت الذي فتحت فيه 450 مطعما خيريا في رمضان.

جشع التجار

وإذا كان هذا هو الوضع في المغرب والجزائر، فإن دولة مالاوي الإفريقية التي تعيش الغالبية العظمى من سكانها (12 مليون نسمة) تحت خط الفقر بمعدل دولار واحد يوميا تمتلك وفرة في السلع الغذائية، ولكن لا تستطيع الطبقة المتوسطة شراءها.

جاسم زاشاري، أحد نشطاء العمل الخيري بمالاوي أرجع ارتفاع أسعار السلع إلى جشع التجار واهتمامهم بـ"جني أكبر قدر من الأرباح حتى ولو على حساب الفقراء الذين يموتون جوعا في ملاوي".

ومتفقة مع زاشاري قالت أبيتي سوماني وهي ربة منزل تعيش بمدينة زومبا الملاوية "لا تفارقنا أزمات الغذاء سواء في رمضان أو في غيره".

وتعمل الجمعيات الخيرية الإسلامية في ملاوي جاهدة لتخفيف معاناة هذه الطبقة الفقيرة وحل مشاكلها؛ إذ تحاول جمعية الدعوة الإسلامية تزويد أكثر من 500 مؤسسة بالطعام والمؤن خلال شهر رمضان، بما فيها المساجد والملاجئ والمدارس والمستشفيات والسجون.

ومن إفريقيا إلى آسيا لا تختلف المعاناة كثيرا، ففي بنجلاديش التي يعيش ما يقرب من نصف سكانها على أقل من دولار يوميا، تعاني نقصا كبيرا في كميات الحبوب والأرز؛ بسبب الفيضانات المدمرة، وإعصار سيدر الذي لحق بها العام الماضي.

وعلى صعيد جهود تخفيف المعاناة التي يتكبدها فقراء بنجلاديش خلال شهر رمضان، أعلن اتحاد الغرف التجارية والصناعية عن افتتاح منافذ بيع جديدة تعرض السلع الغذائية بأسعار مناسبة.

وتم إنشاء نحو 210 منافذ لبيع السلع الغذائية بأسعار معتدلة في جميع أنحاء البلاد، منها 100 منفذ بالعاصمة داكا، كما تم وضع برنامج لتوزيع الأرز والحبوب على سكان البلاد؛ بغية الإبقاء على أسعار هذه السلع في متناول عامة الشعب.

   طباعة 
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
اضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
1 + 4 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
الخبر السابقة
الاخبار المتشابهة الخبر التالية

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

wewe